Tuesday, May 10, 2011

معانقة العالم

 البستان - محمد المخزنجي    أولى قراءاتي له. استشعرت فيها شيئا من روح يوسف إدريس - الذي أفرده بقصة في المجموعة - ، مع رقة بهاء طاهر بأسلوب مميز.   أكثرهم روعة قصة "العميان" و التي تصلح أن تتحول إلى قصة للأطفال أيضا . يليها "معانقة العالم" حين تبدلت مشاعره تجاه اللص في النهاية. أما "لعلها تنام" فيستشعر المرء قشعريرة مع الفقرة الأخيرة فيها. في حين أن "البستان" التي تحمل المجموعة اسمها ويشيد الكثيرون بها لم أرها أفضلهم بل تأتي بعد قصص أخرى مثل "الدليل" أو شئ جميل جدا يحدث لك" أو خمس دقائق للبحر"   -- اقتباسات: --   نشروا جذوع الفيكس من أسفل و تركوها مرمية على رصيف الكورنيش كقتلى ممدين في تتابع حتى يفرغوا لتقطيع الجذوع و هي على الأرض إلى قطع يسهل نقلها. و عندما آبت في آخر النهار عصافير الدوري التي تسكنها بدت معذبة و حيرى. ظلت ترفرف في سحابات معلقة بقرب الأرض فوق رؤوس الأشجار المرمية على جنوبها. ظلت تحاول التعرف على ما حدث لبيوت سكناها المنكفئة على هذا النحو الغريب. و كانت تقترب لتدخل في مآويها لكنها سريعا تتراجع و تظل معلقة في الهواء القريب من الأرض، ترفرف.   --   "أنا اللي بالأمر المحال اغتوى شفت القمر نطيت لفوق في الهوا طلته ما طلتوش ايه انا يهمني وليه.. ما دام بالنشوى قلبي ارتوى"   --   فقط أتوارى خلف تبرير غير جنوني - بمنطق ناس هذه الأيام - إن تعرف علي أحد من ناس هذه الأيام، للمكث هكذا طويلا.. أعاقر أنفاس الصباح البكر، و أرى مطلع الشمس، و استيقاظ النيل. .. و للمرة - ربما المائة - أجرب حظي.. خلسة، وبمداراة أرمي ما أخبئه من قصاصات، مثل الأطفال، دون أن أجرؤ على التصايح مثلهم .. .. فأود لو أتصايح مثلهم لعلها تبقى، لكن أي تبرير مفهوم يمكنني أن أتوارى خلفه هذه المرة؟   --   أمعن في الإيحاء لاجتلاب النوم، لإقصاء الألم، دون أن أصدق ذلك، و إن كنت آمله بكل ما بقي في روحي من قوة اليأس .. نعم، قوة اليأس، و عجز الابن - الطبيب - المرتجي - أمام عذاب أمه.   --   من الذي قال ذلك عن معنى السعادة؟ .. إنه هو ذلك المتوحد العائش في قبو متواضع. المنقطع عن كل طنطنة الدنيا و بريقها ليتواصل مع جوهر روحه و يطلع علينا بالأسفار. صاحب أجل أسفار زماننا و أضخمها. السفر الذي يعلمنا حب النهر و حب الطمي و حب البحر و تفهم الرمال. إنه هو .. أجاب عن سؤال يستكنه معنى السعادة في مرة نادرة من المرات التي أدلى فيها بحديث. قال: "إن السعادة هي أن أشرب كوب شاي.. مع صديق.. في لحظة رضا".   .. لا بد أنني كنت أشبه حيوانا مذبوحا يروح و يجئ متخبطا بين المحلين. أو طائرا عاد فلم يجد عشه و لا وجد الشجرة التي فيها العش. أي رعب هذا؟ إنني لم أجد المكان.   http://www.goodreads.com/review/show/167202190


Thursday, April 14, 2011

كلام متأخر أتمنى أن يكون له معنى ولو مالوش اعتبره هذيان من واحد مخرف مش اكتر

 انا هاقول حاجة و اطلع اجري لأن التفكير بحرية والوصول لرأي مخالف بقى جريمة في الجو اللي احنا فيه دة شوية نقاط في صورة مقدمات ونتائج: 

1- الجيش مش ثوري 

2- هدفه من الأول انقاذ البلد فقط ومالوش غرض لا في الحكم و لا حتى في القضاء ع الفساد أو محاولة الإصلاح 

3- عشان كدة أما لقى البلد هتخرب قام نحى مبارك وقال هاقعد 6 شهور بس المفروش كانوا هيخلصوا في سبتمبر عشان انقل السلطة وانتو اتصرفوا مع بعض 

4- الأصوات العالية في الثوار واللي في العادة بتوجه الجموع راسها وألف سيف تشرك الجيش في ثورتها ودة بيؤدي لحاجات كتير ظاهريا فقط في صالح اثورة لكن مساوئها أقل منها طول الفترة الانتقالية - ادينا لسة في سبتمبر هيا دوب هانعمل انتخابات البرلمان و يا عالم  الرئاسة امتى ودة في حين ان المواطن العادي كل اللي سايفه ان مصالح البلد واقفة وكيلو القوطة بتسعة جنيه والزيت غلى ربع تمنه ويادوب بس للحظة بس بيفرح بـ"إنجاز" من إنجازات الثورة ثم سيسب و يلعن سنسفيل المظاهرات و الاعتصامات أما يمر من الميدان أو ماسبيرو 

5- ترتيب أولويات الثورة كان يقتضي مساعدة الجيش في الإسراع بالمرور من الفترة الانتقالية و تسليم السلطة بالصورة التي يراها عن طريق انتخابات تعكس الإرادة الشعبية التي صارت واعية وليس عن طريق مجلس رئاسي معين من شوية مثقفين و رموز بيختلفوا و يتخانقوا مع بعض طول عمرهم اكتر ما بيتجمعوا على كلمة 

6- الاكتفاء بالتحفظ على أموال كل رموز الفساد ووضعهم تحت إقامة جبرية مشددة وترك القضاء الطبيعي يأخذ مجراه - مش محاكم ثورية عسكرية يطالب بها الآن ناصريون جدد 

7- عن اولويات المرحلة برضه كان علاء سيف كاتب كلام هنا اتفق معاه فيه وفي باقي المدونة برضه موضوع تاني بيرد على مخاوف اللي بيبصوا للشعب نظرة نظيف و عمر سليمان!http://manalaa.net/node/88038   أخيرا أتمنى أن أكون مخطئا وأن يكون الصواب هو الطرق على الحديد و هو ساخن وإكمال الثورة في حموتها وتحقيق جميع ما كنا نحلم به في نفس اللحظة ولكن بلال فضل كاتب كلام بيقارن فيه بين الوضع الحالي وأجواء ما بعج ثورة 1919 أتمنى ألا نصل إليه وإن كانت ارهاصاته في الأفق للأسف


Friday, April 01, 2011

في التمييز الإيجابي

استأت كثيراً من تلك النظرة الدونية و الاحتقارية لشعب مصر العظيم (على رأي الجيش) في إطار حملة البعض على نسبة العمال و الفلاحين في البرلمان. حيث سادت لهجة تنتقص من قدر العامل و الفلاح بشكل مبالغ فيه وافتراض الجهل متلازما معهم - في حين تناسى الكثيرون أن هناك من حملة المؤهلات العليا و الدكاترة و المهندسين ممن يشغلون حتى مناصب بل و من حملة الماجستير و الدكتوراة مَن وعيهم السياسي صفر كبير جدا بجانب الكثير من البسطاء بل وحتى الأميين ... فالأمية السياسية ليست ملازمة لفئة كما أن الوعي السياسي ليس حكرا على أحد - و للعلم "لولا" رئيس البرازيل ورائد نهضتها عامل.

ولكن رغم هذا فأنا لست مع تخصيص نسبة أيضا و إن كان لليساريين وجهة ورأي معتبر في تمسكهم بها وهي محاولة التمييز الإيجابي لهم كمحاولة لمنع سيطرة أصحاب المال على مفاصل الحياة السياسية ، ولكني أرى أن هذا لن يمنع من صاحب رأس المال من أن يقف من خلف مرشح عامل أو فلاح ويدعمه بقوة ليحقق له مصالحه ويوجهه كما يشاء (أي يشتريه) ، لذا فالأولى هو البحث عن آليه أخرى تمنع تغول المال في السياسية بدلا من الإخلال بمبدأ تكافؤ الفرص و الانحياز للتمييز الإيجابي.

فالتمييز الإيجابي بكل صوره وأشكال تطبيقه يعتمد على التمييز و التفرقة سواء المرأة أو الأقلية أو ذوي الاحتياجات الخاصة .. إلخ مما يؤصل أكثر لهذه التفرقة ويخل بتكافؤ الفرص كفكرة مجردة ، لكنه نشأ في الغرب و لاقى قبولا و رواجا في التطبيق في بعض مناحي الحياة نظرا - ربما - لما كانوا يعانون منه من عقدة الشعور بذنب ارتكاب جريمة الاضطهاد في حق اليهود أو السود أو المرأة

لكن لننظر لم يتم طرح الفكرة عندنا رغم اختلاف الخلفيات و السياق عن الجو الذي نشأت فيه؟

- فبالنسبة للعمال والفلاحين فنحن لسنا في الخمسينات الآن، ورغم أن التخوف من رجال الأعمال الآن أكثر من التخوف السابق من تدخل ملاك الاراضي في إفساد الحياة السياسية قديما، لكن بالتأكيد يمكن إيجاد حلول و آليات لمنع ذلك غير هذه الفكرة التي لم تحقق أبدا المراد منها

وبالنسبة للمرأة فلا أظن أننا نعاني مما كان يعاني منه الغرب من اضطهاد للمرأة و النظرة الدونية لها في الفكر الأوروبي القديم من أنها أس البلاء وسبب خروج الإنسان من الجنة وذلك قبل التخلص من السيطرة الكنسية رغم استمرار التمييز ضد المرأة عندهم بعد عصر النهضة بفترة كبيرة ظلوا بعدها يحاولون إصلاح ذلك من خلال منظور عقدة النقص باستخدام التمييز الإيجابي لصالحها لإصلاح تراكمات الماضي وعقدة الذنب من الثقافة القديمة - كما أنه ليس عندنا الممارسات و الثقافة التي تعامل بها المرأة في دول الخليج مثلا حتى نبحث لها عن حقوق ضائعة باستخدام التمييز

أما عن أمر كتمييز ذوي الاحتياجات الخاصة في العمل مثلا فإن من يُسلب منه قدرة معينة يوهب مهارة أخرى يجعله الله متفوقا فيها عن أقرانه فيكون متميزا و يثبت نفسه أمام ميزان تكافؤ الفرص..، وهل احتاج طه حسين تمييز إيجابي للمكفوفين كي يكون عميد الأدب العربي؟

أما تمييز أقلية كالأقباط فكما قلت أننا ليس عندنا عقدة الغرب من أعمال إبادة النازيين لليهود أو الأمريكان للهنود الحمر أو استعباد السود حتى نحاول إصلاح ذلك بالتمييز الإيجابي - بل كان عندنا اقتصادي مصري من الأقلية اليهودية لم يحتج لكي يحقق نجاحه أياً من قوانين التمييز التي كانت تمنح للخواجات - أما الاضطهاد الذي كان حاصلا كان شاملا الجميع أقباط و إسلاميين و غير أصحاب الوسايط - وينبغي ألا يكون علاج ذلك باستخدام فكرة التمييز الإيجابي فنحن لا نريد أن نصبح لبنانا آخر تكون فيه المحاصصة الطائفية هي الحل

خلاصة القول أن مبدأ تكافؤ الفرص و المساواة هو الأصل في تحقيق العدالة و ليس هناك ما يستدعي استخدام التمييز الإيجابي اللهم إلا في حالات محددة يكون ظاهر فيها جدا أن عدم استخدامه سيوقع الظلم على قطاع معين

الماسات الهاربة

كانت رائعة فعلا بذوقها العالي و حسها الساخر وقضاياها المتنوعة لكن لا أدري إن كانت وجدت طريقها للنشر أم دفنت ولم يجد صاحبها الفرصة .. هي مجموعة قصصية وجدتها بين أوراقي القديمة فتذكرت "المنتدى الأدبي" ذلك النشاط الذي كان .. في الكلية مفجرة الإبداع و قاتلته في آن.. تذكرت كيف عرضت عليهم قصتي اليتيمة وقتها وأنا في قمة الارتباك و كيف لاقيت من الحفاوة و النقد الأدبي و التحليل الرائع ما ربما لا يجده ضيف هدى العجيمي في برنامج مع الأدباء الشبان... تذكرت اللقاءات الشعرية و مقدمة علم العروض التي تم عرضها بأسلوب رياضي سلس كأنها حصة جبر... تذكرت كيف كانت الكلية تحصد الكلية الجوائز من منافسي دار علوم في مسابقات الجامعة ثم كيف بدأ النشاط يموت رغم إلحاح مسئول رعاية الشباب على إدراجه في نشاطات الكلية لا لسبب إلا ليبقي على الميزانية المخصصة له ... طفت على الذاكرة أسماء بعض من أعضاء المنتدى مثل محمد حمدي (كاتب المجموعة) و نزار عبد العزيز و خالد محمد خالد و محمد عبد المقصود و محمد بيلي الذي شاركت معه في عمل تحقيق صحفي لم ير النور مع أحمد بيومي و مروان أبو شمالة و مروة داود رئيسة تحرير مجلة "رسالة" - الأسرة الطلابية الوليدة وقتها قبل أن تصبح الجمعية الخيرية ذائعة الصيت و الانتشار.

أظن أن القصة القصيرة التي تحمل المجموعة اسمها تلائم أجواء مابعد الثورة التي نعيشها الآن حيث آن الأوان لكثير من الماسات المهاجرة أن تعود لتساهم في بناء مستقبل جديد للبلاد.





Sunday, January 02, 2011

في تأثير الدومينو

ليست المشكلة في من حرك القطعة الأولى، لأنها ستتحرك حتمًا وقتًا ما سواء بفعل فاعل أو من تلقاء نفسها، المشكلة الحقيقية في ترك القطع تتراص خلف بعضها دون انتباه لها أو لتسلسلها المتتابع ربما لصغر حجمها وقلة أهميتها بالنظر لكل واحدة على حدة على أنها نكتة سوداء صغيرة مهملة ليس منها خطر، ثم عندما تتهيأ التراكمات بانتظار لمسة خفيفة كالقشة التي تقصم ظهر البعير يبدأ التأثير بتسارع لا يمكن إيقافه و يكون عندها قد فات الأوان !

Saturday, January 01, 2011

انتصرت الشريعة

‎--
يا مرحبا بانتصار الدويلات و عصر ملوك الطوائف !
أتخيل لو لا قدر الله حدث سيناريو مشابه عندنا و تم إعلان الصعيد دولة قبطية و يظهر بيان من حركة حفص يعلن أن الشمال أصبح دولة إسلامية و لا بديل عن تطبيق الشريعة، و تستجيب حكومة الشمال للرغبات الشعبية الجارفة و لإلهاء البشرية عن الأزمة الحقيقية و تعلن تطبيق الشريعة و إلغاء كافة القوانين الفرنسية الوضعية الكفرية النصرانية القذرة منذ اليوم الأول للانفصال، و تتصايح الجماهير الله أكبر و لله الحمد و انتصر الإسلام، و تسود عموم البلاد الفرحة العارمة و الاحتفالات و الزهو و الانتشاء وينامون قريري الأعين ملء جفونهم من خدر السعادة و الرضا دون أن يلاحظ أحدهم أنهم مازالوا تحت نير عبودية نفس الحكام الذين رأوا من طبائع استبدادهم ما رأورا فساموهم سوء العذاب و تحكموا في ثروات بلادهم ولم يعطوهم الفتات، ولم يظهر لأحد أنه لم يتغير سوى العناوين سواء في الشمال أو الجنوب تعلنها نفس الوجوه بعد تعديل ظاهري و تغيير للأقنعة ارتضته الشعوب الحالمة التي ارتاحت ضمائرها بالنصر المزعوم ولا حول و لا قوة إلا بالله

جودو جاي امتى؟

مللت من جدل الإصلاح من الرأس أم القاعدة لأن الأمران مطلوبان معا على التوازي، و لكن مازال البعض من أصحاب فكرة إصلاح المجتمع و تجنب العمل السياسي أو السعي لأي سلطة أو منصب مصرين على موقفهم بحجة أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم لذا فهم سيسعوا فقط في محاولات تغيير الناس و إصلاح القاعدة ثم يجلسوا في انتظار الكائن الفضائي الذي سيبعثه الله على الأمة التي أصلحت نفسها مكافأة على قيامها بالتغيير متناسين أنهم قد تركوا بالفعل الساحة التي عزفوا عن المشاركة فيها للاعبين آخرين لن يكون من بينهم جودو أو المهدي المنتظر أو المخلص الذي جلسوا ينتظرونه كمنحة من الرب دون أن يحاولوا صنعه وقد فعلوا ما هو مطلوب منهم وزيادة في ظنهم.

Wednesday, December 15, 2010

ما أسهل الكلام .. ثم عند المحك .. الجبن سيد الأخلاق

ثلاثة مواقف ...

الأول منذ بضعة أشهر .. في المسجد و قد حان موعد أذان الجمعة ولم يأت الخطيب بعد.. ينتطر خادم المسجد المؤذن ثم ينظر إالى الساعة و يتشاور مع أهل المسجد أن يتصدر أحدهم ثم ينتظر ثم يتشاور ثم يخرج بفكرة ألمعية بعدما طال وقت الانتظار وجوبه بالرفض من المنتظر منهم الصعود على المنبر وذلك بأن يقوم بتشغيل الراديو لإذاعة خطبة الجمعة التي تبث على الهواء .. هنا بدأت أتدخل - و أنا الغريب عن أهل المسجد - مستنكرا تعطيل شعيرة الخطبة واستبدالها بالراديو و أن كيف لا يستطيع أحد أن يقول كلمتين من الموعظة الحسنة وينزل ثم جئتهم بكتاب رياض الصالحين من المكتبة كحل مقترح لقراءة حديث او اثنين منه ان كانت حجة الممتنعين هو عدم التحضير - فإذا بي أدفع دفعا - وانا الذي أجيد الالقاء او التحدث في ملأ من القوم - لأن أطبق الفكرة التي جئت بها .. وبعد إلحاح من خادم المسجد و امتناع من هم أهل لذلك - سواء من كبار أهل المسجد أو من شبابه وأحدهم يبدو أنه إمامهم في الصلوات العادية و منخرط في معهد دعاة - استجبت في النهاية ومرت الخطبة رغم اللعثمات و التوقفات وتلقيت الشكر الوافر من خادم المسجد على انقاذ الموقف و الذي رد على الشاب "مشروع الداعية" الذي لم يعجبه خطبة كهذه رغم رفضه القاطع التصدر وقبوله تعطيل شعيرة الخطبة بحجة عدم التحضير - مكتفيا فقط بالصوت العالي المستنكر الشاجب المدين لخطباء آخر زمن الذين لا يعتذرون عن الموعد قبل الخطبة بوقت كاف !

الثاني: في مسجد موقف سيارات الأجرة وقد قام أحدهم بعد صلاة العشاء ينشد أهل الخير مساعدة رجل سرقت نقوده، فإذا بإمام المسجد يسكته بطريقة فظة كأنه متسول دون أن يقبل إيضاحه أنه مدرس أزهري و إمام أوقاف مثله و أنه فقط يبلغ رسالة أوصاه بها الرجل المسكين الذي فقد نقوده المنتطر بجوار باب المسجد - احتدت المشادة الكلامية بعض الشئ وإذا بالمتدخلين للتهدئة يقففون جميعهم في صف صاحب الصوت العالي - امام المسجد - طالبين من الرجل الذي تعرض للظلم بلع الإهانة و الانصراف مدافعين و مبررين عن موقفه وسط ضياع صوتي محاولا صرفه عن طرد الرجل بهذا الشكل دون ان يستمع لما تأكد للناس أنه ليس نصابا.. ولكن يبدو أن الثقافة الجمعية للناس تتحرك دوما في تهدئة الضحية أو الأضعف موقفا.

الثالث: في موقف سيارات وقد قارب الميكروباص الذي أركبه على الاكتمال فإذا بسائق (سني الهيئة - ويبدو أنه "معلم" أيضا) ينخرط في مشادة قصيرة مع سائق السيارة التي أركبها تنتهي بأن يأخذ منه مفتاح سيارته عنوة بعد أن قرر عدم السماح له بالطلوع قبله (هكذا) - فإذا بالركاب بمنتهى السهولة يسكتون على واقعة ظلم أمام أعينهم و ينزلون ببساطة من سيارة السائق المسكين ليركبوا سيارة السائق السني بمنتهى السهولة اللهم إلا القليل الذي رفض في البداية ثم لم يجد بدا من النزول و نزلت في النهاية أنا و راكب آخر مبدين اعتراضنا في وجه السائق السني الذي تلقى اعتراضنا ببرود ولا مبالاة ثم انصرف الراكب الآخر و لكني كنت قد انفعلت بعض الشئ لسلبية الركاب وتخليهم عن السائق المسكين و سكوتهم امام واقعة ظلم بلامبالاة ثم لامبالاة السائق السني الذي لم يرد يستجب او يرد، فاحتديت في الكلام معه مرة أخرى في تهور وشجاعة فجائية دون تقدير لفرق الأحجام و الأجسام فما كان إلا أن تلقيت دفعة قوية في الصدر أرجعتني خطوتين أو ثلاث إلى الوراء حمدت الله أني لم أتلق معها كلمات مما كان يوجهها للسائق المسكين !

ثم بعد ذلك ننشد التغيير من شعب يتصرف بهذه الإيجابية الاستثنائية في هكذا مواقف ؟!!

Saturday, November 27, 2010

إن الله يحكم ما يريد

أظن أن المحصلة العامة للثقافة الإسلامية قد وصلت لمرحلة من النضج بشأن قضية الإعجاز العلمي التي أخذت حظها من الأخذ و الرد الكثير حتى استقرت إلى حد ما الموجة العالية التي ركبها كثيرون في محاولة إقحام القضايا العلمية إقحاما في تفسيرات لا تحتمل ذلك فضلا عن هشاشة الكثير من القضايا العلمية أصلا كونها نظريات قابلة لأن تظهر نظريات أجدد تقوضها و ليست مسلمات مما يسقط معه هذه المحاولات التفسيرية للقرآن و السنة إذا ما أتى العلم بجدبد مناقض.

و إن كان الأمر ما زال له رواجه و رونقه و شعبيته الهائلة بين العامة وما زالت تتردد مقولات فولكلورية كثيرة من الحكمة الإلهية العلمية وراء أمر ما في الشريعة كالإعجاز في تحريم الخنزير لأنه يأكل القمامة و به دودة شريطية .. إلخ، و كأننا لو أكّلناه علف نظيف سيكون حلالا أو لو وجدنا الخرفان مصابة بدودة شريطية ستصير حراما..

لكن هناك محاولات لإعادة تصويب هذا الفكر بالتأكيد على أننا فقط مأمورين بيتنفيذ ما أمرنا بالله كما تعبدنا بذلك لإيماننا بعظيم حكمته و دون الحاجة للتفتيش وراء هذه الحكمة التي إن شاء أظهر لنا منها ما شاء أو أخفاها عنا.

المشكلة أن هذا التصويب لم يتم استكماله ليشمل قضايا أخرى تندرج تحت نفس المنطق الذي يحاول البحث عن الحكمة من كل أمر و كل نهي ويبني افتراضات يفسر بها ليصل إلى آراء هدفها هنا ليس موجة الإعجاز العلمي و لكن الرد هل مهاجمي الإسلام و محاولة "الحوار" معهم..

فتجد محاولي "تحسين الصورة" عندما يهاجمون بأن إرث المرأة نصف الرجل أو بالتعدد للرجل مثلا، تجدهم ينطلقون في عقد المقارنات يقولون انظر إلى السياق قبل الإسلام كيف كان المجتمع الجاهلي يهين المرأة وينتقص حقوقها ولا يعطيها ميراثا و يبيح للرجل التزوج كيفما شاء دون حد .. إلخ.

و هم بذلك وقعوا في خطأين أحدهما هو الانسياق وراء تبرير الأحكام الشرعية و إيجاد مسوغات لها و الذي أوقعهم في فخ كارثي أكبر و هو ربطها بسياق تاريخي - و الذي يعني ضمنيا عدم عالمية الرسالة لكل زمان و مكان، وأنه بتغير السياق يجب علينا أن نتخلى عن تلك الأحكام القطعية و نغيرها تماشيا مع العصر ومراعاة للمناط التاريخي!

أما ثانيا و هو الأهم هو انسياقهم أصلا في تقبلهم الهجوم من حيث المبدأ و من ثم انطلقوا يردون و يسوغون ويبررون من موقف الشعور بالذنب و الضعف، في حين أن الأولى هو رفض هاتيك "حوارات" من بابها وعدم السماح للغرب في التطفل و التدخل في خصوصياتنا، و إن فعل فما أسهل الرد بهجوم مماثل لما هو عندهم و غير متسق مع منطقهم الذي يهاجمون به، بدلا من أن ندور في حلقة رد الفعل المنهزمة المؤدية لحوارات متخاذلة و استجابة لضغوط بسن قوانين و تغيير مناهج على هوى غيرنا، فضلا عن أن نقوم نحن بالمبادرة في "الحوار" بالتفاتة إلى تمييز القوانين الإسرائيلية أو دعم مناهجهم وشريعتهم للإرهاب الحق و العنصرية الفجة مثلا.

Sunday, November 21, 2010

كارتون صلاح الدين

منذ عدة سنوات قرأت الخبر عن اعتزام ماليزيا دخول صناعة المالتيميديا و الكارتون ثم الإعلان عن كارتون صلاح الدين الذي استبشرنا به خيرا من الناحيتين التقنية كدولة مسلمة تقتحم باحترافية عالم الـ computer graphics & 3D Animation و من الناحية الموضوعية المتمثلة في تقديم نموذج القائد الناصر كقدوة و ملهم للأطفال - ثم مر الزمن حتى تم الإنتاج فعلا ثم حملة دعاية كثيفة له حتى بدأت إذاعته على الجزيرة أطفال - فكانت عدة مفاجآت بالنسبة لي
- أولا هو مسلسل و ليس فيلم سينمائي - يعني التقنية أبسط من حجم التوقعات التي رفعوها لنا، وكمان الإنتاج تكلفته أقل -أظن
- ثانيا عندما شاهدت بعض أجزاء منه فوجئت أنه ليس له أية علاقة بالشخصية التاريخية صلاح الدين
- فهو فقط يقدم كارتون احترافي بسيناريو على النمط الغربي - او الياباني - التقليدي للبطل الذي يسعى لإنقاذ الناس و محاربة الأشرار في مغامرات مشوقة تصادف فقط أن يكون اسم بطلها هو "صلاح الدين" - يعني الاسم مستغل فقط كوسيلة للمزيد من الترويج و الدعاية
- لكن في النهاية هو مجرد كارتون عادي مشوق (يعني مش ساذج او متخلف) غربي التناول و الاحترافية ايضا لكنه فقط بملامح و أسماء و أصوات عربية

لم أتابع اكثر او الاحظ اكثر من ذلك حتى قرأت مقالة عن الموضوع ولا أدري ان كان كل مابها صحيح ام بها مبالغة ما
والظاهر ان مفيش حد قبلها اهتم بالموضوع من الناحية النقدية خالص غير الاحتفاء بالجوايز اللي حصدها و الانبهار بالتقنية العالية

والظاهر ان هذه المقالة بدأ يسري مفعولها حيث التداول و الانتشار في المواقع و المنتديات، وكأن البشرية دي كلها كانت تكتفي بالفرجة والتلقي و تقبل اي شئ دون تفكير ثم ما صدقت لقت حد قال كلمتين تعيد تدويرهم وتبدأ تاخد موقف بعد أن وجدت من يوجهها و يقول لها تمشي ازاي و تشوف ايه وتمنع عيالها مايشوفوش ايه - ويبدو اننا سنظل هكذا بين ثنائية الحفاوة البالغة أو إهالة التراب بعنف على أي منتج ثقافي دون إعمال حقيقي للعقل طالما تظل الجماهير تنتظر التوجيه

Wednesday, November 10, 2010

التعميم ليس بالضرورة اختزالا

التعميم كما المؤامرة من الاتهامات الجاهزة المقولبة الكثيرة التي يستخدمها المثفقون بالحق و الباطل دون تمييز في حوارات مجدية كانت أم عبثية
لكن كما أن الإغراق في المؤامرة أو التمادي في تجاهلها كلاهما خطأ فكذلك الأمر بالنسبة للتعميم..
في خطاب القرآن لليهود في عهد النبوة : "فلم قتلتوهم إن كنتم صادقين" رغم أن أسلافهم هم من قتلوا الأنبياء - لكن الخطاب يشملهم كامتداد لأسلافهم بسبب عملهم و إقرارهم بالفعل وموافقتهم عليه وتداوله في أدبياتهم كأمر عادي و مقبول...
حالتان فقط يمكن أن تلغيان التعميم: إما انقطاع معرفة الجيل الجديد بفعل الأسلاف بانفصال منبت الصلة عن الثقافة السابقة، أو الإعلان الصريح عن الأسف عن هذا الفعل و إنكاره و التبرؤ مما فعله الأسلاف ولا ذنب لهم فيه
--
لم أستكمل بعد قراءة تناول المسيري لليهود كجماعت وظيفية متفرقة في ضوء الخطاب القرآني الذي يتنوع تناوله بين بني إسرائيل و الذين هادوا أو اليهود و أهل الكتاب، ولم يكن هذا الجانب في منهج تناوله الموسوعي الذي اختطه لنفسه

Wednesday, October 27, 2010

عن الفتوحات الإسلامية وتدافع غيرها من الحضارات - Re: لماذا فتح المسلمون الأندلس ؟

أظن إجابة السؤال أبسط من ذلك
لأننا مأمورين بنشر و تبليغ الدعوة في كل أصقاع الأرض
ولأن موسى بن نصير كان يتمنى أن ينال شرف  بشارة النبي عليه الصلاة و السلام بفتح القسطنطينية فكان يطمح بالوصول لها من الغرب عبر أوروبا كلها بعد فشل محاولات سابقة لفتحها من الشرق
هذه الحقائق التاريخية التي تفيد ترحيب موحدي النصارى بالفتح تعضد الرد لكن ليس الأصل هو انتظار طلب المساعدة من الشعوب حتى يتم فتح بلادهم

--------------

بمناسبة الموضوع كان عندي رأي ربما لسة لم يكتمل كي أستطيع أن أصوغه بشكل جيد، لكنها شتات أفكار متفرقة محصلتها تعطي رد أكثر منطقية من الكلام العاطفي بتاع "المثقفين" غير المستند على حقائق التاريخ من أن كل تحركات المسلمين هي جهاد الدفع في الأصل او تلبية لطلب الجماهير المضطهدين و ان السيف دة كخ و مش عارف ايه

--
خلاصة الفكرة: ان التدافع في الأرض هي أحد السنن الكونية التي هي من طبائع المجتمعات البشرية، و أن اي قوة ناهضة تسعى بالضرورة للتمدد و التوسع - و الذي يأتي في الغالب على حساب القوى الأخرى الأضعف - و لو لم تفعل هذه القوة ذلك ستنهض الأضعف لتدفعها و تحل مكانها

حدث هذا مع جميع المجموعات البشرية على مدار التاريخ منذ أن كانت جماعات صغيرة ثم أقاليم أو قبائل حتى تبلور مفهوم الدولة في الحضارة المصرية و استمر هذا التدافع عبر جميع الحضارات من اليونانية حتى الأمريكية الآن

ولكون التدافع سنة كونية وفطرة مجتمعية أن يسعي القوي للازدياد قوة و تمددا و ثروة، جاء الإسلام لا ليمنع هذا التدافع و لكن لينظمه و يتسامى به إلى غايات نبيلة و مقامات رفيعة أولا ثم تقنين تفاصيله بقواعد صارمة تمنع الجور و الظلم و العدوان ثانيا

وبالتالي تحل الدعوة و نشر و الإسلام و إبلاغ العالمين محل القهر و استعباد الناس و الاستعمار و نهب الثروات، و يحل الرفق بالصغير و المرأة و العجوز و العابد و الحيوان و غير المقاتل و الأسير محل القتل و النهب و الغدر بالأسرى و الذبح الجماعي

فبنظرة شاملة لتاريخ البشرية جمعاء لا تخلو حضارة ما من أن تكون بنيت على حروب و أنقاض مدن هدمت و أشلاء بشر قتلت و بجار دماء أريقت - و كل ذلك من تدافع لم يكن له رابط ولا زاجر حتى جاء الإسلام لينظم هذا كله

لذلك عندما أدافع ، أدافع عن هذا الأصل دون أن أنفي سنة التدافع نفسها، و ساعتها لا أحتاج بالضرورة أن ألجأ لتجاهل حقيقة أنه ليس كل حكام المسلمين - على مدار فترة الحكم العضود الطويلة - كانوا يقاتلون دون أن تكون لهم أطماع توسعية ورغبات في مد مناطق نفوذ على حساب دول أخرى - لكن الفرق هنا أن القواعد التي رسخها الإسلام في أتباعه كانت الحائل دون أن تنتهي حروبهم إلى همجية و وحشية غير المسلمين من الحضارات السابقة أو التالية

وتستطيع و أنت مطمئن أن تواجه أي مهاجم لتاريخ المسلمين علماني كان او غربي بحقيقة أن يقوم بإحصاء ضحايا حرب واحدة من حروب اي حضارة اثناء قيامها من الغزوات الرومانية حتى الحرب الاهلية الامريكية او اثناء تدافعها مثل الحروب الصليبية و التترية إلى الحربين العالميتين، أن يقارن أي من هذه كلها بمحصلة مجموع كل ضحايا و خسائر الفتوحات الإسلامية قاطبة على مدار تاريخها الطويل و ينطر بم يرجع من نتيجة

وإذا لاحظت ستجد أن اي حرب تحاول ان توجد لها فكرة او هدف سامي او شعار إعلامي جذاب تستطيع أن تتخذه كذريعة و مبرر و أداة لحشد الحشود و ٌإقناع الجماهير بما هم مقدمين عليه من أمر الحرب - مثل إنقاذ أورشليم و تأمين طريق الحج عند الصليبيين، أو نشر السلام و الديمقراطية عند الأمريكان، أو مجرد في سبيل الملك أو الفرعون أو الزعيم نصف الإله.

لكنها -تلك الشعارات- في النهاية غايات كاذبة لا تستطيع أن تصمد في وجه الحقيقة المفزعة عندما يجد الجنود أنفسهم يهربون من المواجهة فلا يساعدهم تصديق الوهم في الصمود حين يشعرون أنهم يقاتلون من غير قضية في الواقع حين تتجلى لهم التناقضات، ولذلك تجد الجنود الأمريكان مثلا مصابون بحالات نفسية شديدة في حين يصمد القتلة المأجورون (كجنود بلاك ووتر) الذين يعرفون أن مهنتهم هي الإجرام و أنهم يخاطروا بحياتهم راغبين أمام مقابل مادي آني فاحش يستحق المخاطرة ويسوغ بذل كل دنئ ، وليس مقابل رسالة أو غاية

في مقابل ذلك تصنع الفكرة المعجزات في فتوحات المسلمين التي يضبط إيقاعها القوانين النظمة و الصارمة و تقودها الغاية النبيلة و الفكرة و الوعد الذي في رحم الغيب بالفوز في قضية رابحة دائما بغض النظر عن النتيجة - وساعتها لا يهم ماذا يهدف صاحب الفتح ولا من هو أصلا طالما بقيت الفكرة، حتى وإن كان من يقودها الحجاج مثلا

--
ختاما، لا أظن أن كل ما ذكرت يمكن أن يطلق عليه "خلاصة" كما قلت في البداية، لكنها مجرد فكرة ربما تنزع إلى نظرة أكثر الواقعية بعيدة عن المثاليات الحالمة و كلمات المحبة و شعارات السلام، لكنها بالتأكيد تحتاج إلى إعادة صياغة و مراجعة و ربما إعادة نظر.


----------------------------------------- Original Message -------------------------------------------------

http://www.islamstory.com/%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D9%81%D8%AA%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%85%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AF%D9%84%D8%B3

 

د. محمد عمارة

لماذا               فتح المسلمون الأندلس ؟هناك سؤال يبدو محرجًا يوجهه الغربيون والمتغربون إلى الإسلاميين، وفيه يقولون: سلمنا أن سبب الفتوحات الإسلامية هو إزالة إمبراطوريات الاستعمار والقهر الحضاري -الرومانية والفارسية- التي استعمرت الشرق وقهرته دينيًّا وحضاريًّا، وهو إزالة إمبراطوريات الاستعمار والقهر الحضاري الرومانية والفارسية لكن.. ما سبب فتح المسلمين للأندلس في شبه الجزيرة الأيبيرية ولم تكن جزرًا من الشرق.. ولم يكن فيها رومان مستعمرون؟!

 

وللإجابة على هذا السؤال الذي يبدو منطقيًّا ومحرجًا.. ولتفسير الأسباب المنطقية والتاريخية التي وقعت وراء الفتح الإسلامي للأندلس.. لا بد من فهم الصراع الديني في صفوف النصرانية في القرون التي سبقت ظهور الإسلام؛ فمنذ القرن الرابع قبل الميلاد احتدم الصراع بين أنصار عقيدة التثليث والصلب وتأليه المسيح وهي مسيحية بولس التي تبنتها الدولة الرومانية ومجامعها الدينية، وبين النصرانية الموحدة التي تزعمها وأصبح عنوانًا عليها الأسقف السكندري آريوس (256- 376م) والتي تقول: إن الله جوهر أزلي أحد، لم يلد ولم يولد، فكل ما سواه مخلوق، حتى الكلمة، هو كغيره من الكائنات مخلوق من لا شيء، وليس من جوهر الله في شيء، فليس إذن "هو الله، ولا من جوهر الله".

 

ومع الانتشار الواسع الذي حققته الآريوسية في الشرق.. ورغم الاضطهاد الذي لاقته من المثلثة الرومان -الملكانيين ومن المثلثة الشرقيين اليعاقبة بزعامة "إثناسيوس" (295- 373م)- فلقد امتد انتشار النصرانية الموحدة الآريوسية إلى أوربا.

 

ففي سنة 341م اختار الملك "أوزيت دي نيكوميدي" المبشر القوطي - الإسباني "فولفيلا" ليكون مطرانًا للنصرانية الآريوسية، ثم دخلت هذه النصرانية الآريوسية الموحدة إلى "إلبري" على نهر الدانوب، وكذلك اعتنقتها أغلبية الشعوب الجرمانية.

 

وفي شبه الجزيرة الأيبيرية -إسبانيا والبرتغال- انتصر الملك "أوريك" سنة 476م وقطع علاقاته بالإمبراطورية البيزنطية، فانتشرت الآريوسية في شبه الجزيرة الأيبيرية، وتدينت بها جماهيرها.

 

وعندما ارتد الملك "ريكاريد" (586- 601م) سنة 587م عن الآريوسية ثار الآريوسيون ضده وضد المسيحية المثلثة، واستمرت هذه الثورة في إكاتولونيا ونارجونيز على امتداد قرن من الزمان.

 

وعقب إحدى المجاعات قام المسيحيون المثلثة تنصيب الملك "روديك" ملكًا على شبه الجزيرة الأيبيرية، وعندما غزا "رودريك" الأندلس -الجنوب- اصطدم بالمطران "أوباس" مطران إشبيلية، فثار شعب الأندلس الآريوسي ضد الملك المثلث "رودريك".

 

خريطة               فتح الأندلسوإبان هذه الثورة الأندلسية الآريوسية، طلب السكان الموحدون المساعدة من الآريوسيين المتحدين معهم في العقيدة النصرانية، وطلبوها كذلك من البربر مسلمي الريف المغربي على الضفة الجنوبية من البحر المتوسط، وهنا هبَّ المسلمون بقيادة طارق بن زياد سنة 711م لنجدة النصارى الموحدين بالأندلس، وأثناء معركة "غوادليت" -قرب قادس- انضم مطران إشبيلية "أوباس" إلى الجيش المسلم، وكذلك فعل أسقف توليدون "سانديريد".

 

وبهزيمة الملك المثلث رودريك ثبَّت المسلمون أركان الحرية الدينية في الأندلس، وتركوا الناس وما يدينون، فعاشت النصرانية الموحدة مع التوحيد الإسلامي في ظلال الحضارة الإسلامية الأندلسية نحوًا من ثمانية قرون.

 

ثم جاءت نهاية هذه الحضارة على يد الكاثوليكية المثلثة بقيادة "فرديناند وإيزابيلا" عندما أسقطت غرناطة سنة 1429م، فسحق التوحيد -الإسلامي النصراني، واليهودي وكذلك- في تلك البلاد، التي استدعى أهلها المسلمين الموحِّدين لنصرتهم على أهل التثليث!!

Thursday, October 07, 2010

أون إسلام - أهلا و لكن

بعد الأزمة التي مروا بها ولم تنتهي بسلام، ولأن التجربة تستحق أن تستمر، وأجدر و أحق من يكملها هم من بدأوها، عاد صحفيو و محررو إسلام أون لاين بموقع جديد بعد 4 أشهر من العمل

الملفت أنهم عادوا تقريبا بنفس تصميم الموقع القديم
و الأكثر أنهم عادوا بنفس محتوى الموقع القديم

لكن الإشكال أن الموقع القديم له الآن ملاك جدد يمتلكون من ضمن ما يمتلكون حقوق نشر المحتوى الذي استحوذوا عليه من ضمن أصول الموقع التي تتضمن حقوق البث و الملكية الفكرية التي تتيح له التصرف فيها كيفما شاء سواء بالنشر على الموقع أو طباعتها في كتب او حتى حجبها تماما و حرقها

أعرف أن الموقع كان يسمح بإعادة نشر بعض مواده باتفاقات خاصة مع ويكيبيديا مثلا لكن دون أن يتيح رخصة المشاع عامة لكل محتوى الموقع لكل الزوار - فكيف يسمح الموقع الجديد أن يعيد نشر محتوى لا يملكه حاليا - حتى وإن كان من كتبوه يعملون في الموقع الجديد - ثم يضعون أيضا تنويه ان الحقوق محفوظة لهم ؟

بالطبع بالنسبة لي كقارئ، أنا سعيد بعودة الموقع البديل بنفس التصميم الذي تعودت عليه و بنفس المحتوى الذي أرى أن من حقي كقارئ ألا يتم حجبه، ولكن هل يليق أن يتم تجاوز الحقوق من موقع يفترض أن يحمل منارة الإسلام؟

Friday, September 24, 2010

عشاء مفاجئ مع جمال مبارك

لا أدري من أين يأتي كتاب القصة و الروائيون بهذه الملكة و القدرة على رصد و تحليل دواخل و أبعاد النفس البشرية و مكنوناتها بتلك الصور الرائعة التي يقدمونها دون أن يكونوا بالضرورة من دارسي علوم النفس و الاجتماع في موهبة ربما يفتقر إليها المربون و المصلحون كأولى خطوات أي محاولة تقويم أو إصلاح سواء للفرد أو المجتمع ككل.
-------------------------------------------

علاء الاسواني يكتب: عشاء مفاجئ مع شخصية مهمة - الشروق

دعانى أحد الأصدقاء إلى العشاء فى مطعم شهير يقع فى مركب على نيل الزمالك. جلست مع صديقى إلى المائدة المحجوزة لنا.

سارع الجرسون إلينا مرحبا وسألنا اذا كنا نود أن نشرب شيئا قبل الأكل.. طلب صديقى عصير ليمون بينما طلبت أنا زجاجة بيرة مثلجة بدون كحول، تبادلنا بضع كلمات ثم بانت الدهشة على وجه صديقى. اقترب منى وهمس:

ــ يا نهار أبيض.. عارف من هنا..؟

ــ من..؟

ــ جمال مبارك..

أدرت رأسى ببطء لأراه. لاحظ صديقى انفعالى بهذه المصادفة فقال:

ــ تحب تقعد مطرحى عشان تشوف أحسن..؟

كان العرض مغريا. جلست مكانه فرأيت جمال مبارك جالسا مع زوجته السيدة خديجة، كان يرتدى جاكيت كحلياً «بليزر» وقميصا أبيض بدون رابطة عنق بينما ارتدت زوجته ثوبا أزرق أنيقا، اندهشت لأننى لم أر حراسة حولهما... لم أستطع أن أرى الطبق الذى تأكل منه السيدة خديجة أما الأستاذ جمال فكان يأكل بشهية بيتزا نابوليتانا.

رحت أراقبهما بضع دقائق ثم حدثت المفاجأة. نظر إلىَّ جمال مبارك وابتسم، هززت رأسى محييا فأشار إلىَّ بيده أن أقترب... استأذنت من صديقى وتوجهت إلى مائدة السيد جمال لكننى فوجئت برجل تبدو عليه علامات الشراسة يعترض طريقى بجسده الضخم. لمحت طبنجة كبيرة معلقة تحت سترته، قال له السيد جمال شيئا لم أتبينه فتراجع مفسحا الطريق... ابتسم جمال مبارك وقال:

ـــ فرصة سعيدة.

ـــ أنا أسعد. 
ـــ على فكرة أنا وخديجة من قرائك.

ــ شىء يشرفنى.

جاء الجرسون فطلبت نصف دجاجة مشوية وبطاطس (بوم فريت) مع زجاجة بيرة أخرى مثلجة بدون كحول. سألت السيد جمال عن صحة الرئيس مبارك فقال بصوت خافت

ــ الحمد لله.

تكلمنا بعد ذلك عن المطعم، أبدينا نحن الثلاثة إعجابنا بمهارة صاحبه اللبنانى. كنت أغالب احساسا داخليا ملحا، غلبنى فى النهاية فقلت فجأة:

ــ يا أستاذ جمال. أشكرك على حفاوتك وكرمك. لدىَّ كلام لابد أن أقوله لك وأخشى أن أفسد هذا اللقاء اللطيف.

ــ تكلم براحتك.

ــــ الحالة فى مصر سيئة للغاية. لقد وصلنا إلى الحضيض.

تطلع إلىَّ بانتباه وقال:

ــ صحيح لدينا مشكلات كبيرة. لكن هذا الثمن الذى يجب أن ندفعه من أجل التنمية.

ــ أين هى هذه التنمية..؟

ــ لقد حققت الحكومة فى السنوات الأخيرة معدلات تنمية غير مسبوقة.

ــ مع احترامى لك.. أين التنمية التى تتحدث عنها اذا كان نصف المصريين يعيشون تحت خط الفقر..؟. ألم تسمع عن الشبان الذين ينتحرون من الفقر والبطالة..؟!

ــ كل هذه المشكلات لدينا دراسات مفصلة عنها فى لجنة السياسات..

ــ يا أستاذ جمال. معظم ما يردده المحيطون بك فى لجنة السياسات غير حقيقى. انهم انتهازيون وهم يدفعون بك إلى التوريث من أجل مصالحهم.

صمت جمال مبارك وبان عليه التفكير وقال:

ــ ماذا تقصد بالتوريث..؟!

ــ أن ترث الحكم من الرئيس مبارك.

ــ أليس من حقى أن أمارس السياسة مثل أى مواطن.. اذا رشحت نفسى للرئاسة ثم فزت فى الانتخابات هل يكون ذلك توريثا.؟!.

ــ أنت تعلم جيدا أن الانتخابات فى مصر صورية ومزورة.. هل ستكون فخورا اذا وصلت إلى رئاسة مصر بالقمع والتزوير..؟!

ــ الانتخابات فى الدنيا كلها لا تخلو من تجاوزات.. كما أعتقد أنك تبالغ فى مسألة القمع هذه...

ـ يا أستاذ جمال.. هل تعيش معنا فى نفس البلد..؟!. هناك فرق بين التجاوزات والتزوير المنظم الذى يحدث فى مصر.. أما القمع فيكفى أن تدخل على الإنترنت لترى قصصا محزنة عن الاعتقال والتعذيب والقمع الذى يتعرض له المصريون.. هل سمعت عن خالد سعيد الذى قتلته الشرطة فى الإسكندرية..

قالت السيدة خديجة:

ــ لقد حزنت جدا من أجل هذا الشاب

قال السيد جمال:

ــ لقد أصدرت تصريحا طالبت فيه بأن تأخذ العدالة مجراها.

ــ ما فائدة هذا التصريح..؟ المطلوب الغاء قانون الطوارئ الذى يتم فى ظله تعذيب آلاف المصريين.

وضع جمال مبارك الشوكة والسكين بجوار الطبق وشرب جرعة من عصير البرتقال الموضوع أمامه.. ثم قال فجأة بصوت مرتفع:

ــ الكلام سهل والفعل صعب.. أنت وظيفتك أن تكتب قصصا ومقالات. أما أنا فأعمل 12 ساعة فى اليوم من سنوات من أجل اصلاح البلد.

انزعجت من تغير لهجته لكننى قررت أن أمضى إلى النهاية. قلت: 
ــ أولا الكتابة مهنة صعبة جدا. ثانيا حتى لو كنت تبذل مجهودا كبيرا، المهم نتيجة هذا المجهود.. اسمع يا أستاذ جمال.. ما صفتك التى تعمل بها..؟

ــ أنا أمين لجنة السياسات فى الحزب الوطنى الديمقراطى..

ــ وهل كنت ستحصل على هذا المنصب اذا لم تكن ابنا لرئيس الدولة..؟

تطلع إلىَّ بغضب واضح وأحسست لأول مرة أنه ندم على دعوتى إلى مائدته، ابتسمت السيدة خديجة ونظرت إلى زوجها لتخفف من توتره لكنه قال بصوت مرتفع:

ــ من حقك طبعا أن ترى أننا لم ننجز شيئا فى لجنة السياسات.. لكن الحمدلله أن ما فعلناه يقدره الكثيرون.. داخل مصر وخارجها.

ــــ أين هذا التقدير الذى تتحدث عنه.؟!.

ان رؤساء تحرير صحف الحكومة يمدحونك لأنك ولى نعمتهم. الفقراء الذين يحتشدون لاستقبالك فى جولاتك يتم جمعهم بواسطة الحزب الوطنى وأجهزة الأمن. أما الصحافة العالمية فهناك انتقادات جادة لفكرة التوريث.. هل قرأت ما كتبه جوزيف مايتون فى جريدة الجارديان العام الماضى..؟

ـــ قرأته.

قالت السيدة خديجة:

ـــ ماذا كتب..؟!

التفت جمال مبارك اليها وقال:

ــ لقد كتب جوزيف مايتون إننى لا أصلح اطلاقاً كرئيس وإننى أمثل كل ما هو خطأ فى مصر.. حسناً.. هذا رأيه.. هناك صحف عالمية كثيرة تكتب عنى أشياء منصفة..

ــ للأسف فإن أكثر الصحف احتفاء بك هى الصحف الاسرائيلية.. ألم تفكر فى سبب ذلك.؟!. ان المديح المطول الذى كتبته عنك جريدة معاريف الاسرائيلية هذا الأسبوع يستحق التأمل

ــ ماذا تقصد..؟

ــ هل تعتقد أن إسرائيل تريد الخير لمصر..؟!

بادرت السيدة خديجة قائلة:

ــ لا طبعا.

فكر جمال مبارك قليلا وقال:

ــ لو افترضنا أن نية إسرائيل دائما سيئة.. ماذا تريد أن تقول..؟!.. هذا الإلحاح الاسرئيلى من أجل توريثك للحكم انما يعكس فزع الإسرائيليين من تطبيق الديمقراطية فى مصر..

انهم يدركون جيدا أن مصر تملك امكانات دولة كبرى ولو حققت الديمقراطية فسوف تنهض وينهض معها العالم العربى.. ولذلك فهم يدافعون عن التوريث حتى تظل مصر فى أسوأ أحوالها..

تنهد جمال مبارك وقال وهو يستعد للنهوض:

ــ عموما فرصة سعيدة.

ــ قبل أن تنصرف لدى سؤال أخير.

ــ بسرعة من فضلك.

هل تحب مصر يا أستاذ جمال..؟!

ــ طبعا

- ان حب مصر يحتم عليك أن تغلب مصلحتها على مصلحتك..ـ أريدك أن تعدنى الآن بأن تتخلى نهائيا عن فكرة التوريث وتعمل مع المصريين من أجل الاصلاح الديمقراطى...

نظر إلىَّ جمال مبارك وراحت شفتاه تتحركان لكن صوته انقطع فجأة وسمعت طنينا مستمرا ثم أضاء المكان بضوء مبهر، فتحت عينى بصعوبة فوجدت أمامى زوجتى وهى تحمل برطمان عسل النحل كعادتها عندما توقظنى فى الصباح.. ابتسمت وقالت:

ـــ صباح الخير.

ــ صباح النور.

ــ مين الأستاذ جمال ده اللى كنت بتكلمه وأنت نائم

ــ جمال مبارك. أصلى اتفقت معاه على تأييد الديمقراطية.

ضحكت زوجتى وقالت:

ــ جمال مبارك يؤيد الديمقراطية مرة واحدة..؟.. طيب.. اصحى وافتح بقك.

فتحت فمى وتناولت ملعقة كبيرة من عسل النحل.

Friday, September 17, 2010

طل الملوحي

من نظام يخشى من كلمات طالبة في موضوع تعبير إلى نظام يخشى من كلمات طالبة آخرى على صفحات الإنترنت ينطبق عليهما قول سليمان الحكيم عن نفسه حين كان طالبا أيضا: إن النظام الذي يمكن ان يقلبه "عيل " هو نظام مقلوب بالفعل ولا يحتاج الا لمن يعدله
----------------------------------------------------------------------------
http://talmallohi.blogspot.com/
----------------------------------------------------------------------------

 بينما يسير العالم إلى الإمام نحو مزيد من الحريات والإنفتاح حتى في دول أستقلت الاسبوع الماضي مثل مكرونيزيا , يصر حكام العرب ان يضربوا الامثال  في قتل الإبداع  وتحريم التفكير وتجريم حرية التعبير, وكأن العرب مخلوقات غريبة ليس لها الحق في أن تفكر أو تتكلم , آخر هذه الفصول المثيرة للإشمئزاز قضية سجن عروس سوريا والعرب طل الملوحي . 

          لمن لا يعلم فهذه الفتاة الحمصية  ذات الأسم الجميل   كان لها مدونة على الانترنت وقام رجال المخابرات الأشاوس بإعتقالها وزجها بالسجن منذ ثمانية أشهر ومنع أهلها من زيارتها وحتى معرفة أي شيئ من أخبارها , إلى هنا والقصة عادية فجريمة التفكير يعاقب عليها القانون في كل بلاد العرب , الفرق هنا أن طل كانت إبنة 18 عاما وتستعد لأمتحانات الثانوية  عند إعتقالها , فدولة البعث التي أشبعت الدنيا زعيقا عن الصمود والتصدي والعدو الصهيوني تخاف من مراهقة في الثامنة عشرة قادتها الأقدار لأن لا تكون مطربة  ولا راقصة لهلوبة كي تتباها وترعاها دولة البعث وأنما كائن بشري له روح وأحاسيس عبرت عنها بكتابات مسالمة و لطيفة تماما كما يفعل الملايين من الشباب في دول العالم غير العربية فكان مصيرها السجن وبلا محاكمة فهي لا تستحقها بعكس اللصوص والقتلة ومهربي المخدرات الذين لن يسجنوا من دون تهمة ولا قاضي .

          أي نظام هذا لا يملك ذرة من حياء ولا نخوة يرتعد من كتابات فتاة صغيرة , والأغرب أن كل مدونتها ليس فيها تهجم على الدكتور بشار الذي درس في بريطانيا وسار في الهايد بارك وعرف معنى حرية التعبير ثم عاد إلى سوريا كي يطبق نظاما أنقرض مع الدينصورات ,ولو كان هنالك سبب آخر لإعتقالها فلماذا لا تعلمنا سلطة البعث ما هو وتجري لها محاكمة  بدل إخفائها , لماذا  نحن العرب من دون غيرنا إبتلانا الله بأنظمة لا تحترم البني آدم ولا تقيم له وزنا و هذا الدكتور الذي له صفحة على الفيس بوك يمنع الموقع في سوريا كلها في تناقض تتميز به أنظمتنا العجيبة عن دون كل الكون , فالتصفح في الانترنت حرام والكتابة حرام والرسم حرام إلا إذا كان لوحة عملاقة تحمل صورة الدكتور وابيه وتتكلم عن الوحدة والحرية  والإشتراكية , طبعا الحرية المقصودة هي حق الشعب في تغيير الدستور خلال ربع ساعة كي يتولى الأبن الحكم وهو دون السن الدستوري بعد موت الآب .

لقمان الحكيم - عرب تايمز

Sunday, August 01, 2010

ألفباء إيمان

"العبادات القلبية" كتاب يجب أن يقرأ (أو يسمع) للدكتور ياسر برهامي أستطيع القول أنه يتناول أبجديات الإيمان بالله الحقيقية في ظل زخم من المصنفات و الخطب التي تتعرض لموضوع العقيدة و الإيمان بالله و التوحيد وتقدمه للعامة على أنه ما لا يسع المرء جهله بأسلوب أكاديمي عتيق أبعد ما يكون عن التبسيط لعقيدة الفطرة التي لا تحتاج لكل هذا التكلف و استحضار صراعات فكرية من قبورها كالصراعات القديمة مع الفلسفة اليونانية أو إحياء الجدل حول مذاهب شبعت دفناً كالمرجئة و الجهمية..إلخ من قضايا تاريخية عفا عليها الزمن لا تعني المسلم البسيط في شئ من أن نشغل بها اهتمامه ليقوم ويسير في مظاهرة ضد مفتعلي فتنة خلق القرآن مثلا !
 
اقتباس من خاتمة الكتاب:
 
و عبادات القلب - أكثرها إن لم تكن جميعها - واجبة لا تنقص من القلب إلا انتقص الإيمان...
...
فليس التوحيد هو مجرد ترك ما يفعله الجهال عند القبور، كما حاول بعض الناس أن يجعل قضية التوحيد هي مجرد قضية التحذير من شرك القبور، و البعض الآخر قصرها على التحذير من شرك الحكم، و البعض الآخر يجعلها مجرد المناقشة و المجادلة مع أهل البدع حول الأسماء و الصفات، أو المجادلة مع المتكلمين حول قضايا الصفات، أو المجادلة مع الصوفية حول قضايا القبور، أو المجادلة مع العلمانيين حول قضايا الحكم و الولاء، حتى يبقى الإنسان مجادلاً طول عمره، و نسأل الله العافية.

وهذه الصور بلا شك من الواجبات فالتخلي عن الباطل و مقاومته و محاربيته واجب، ولا يحصل الإيمان إلا بزوال الباطل من القلب، لكن هناك فرقاً بين تطهير المحل و رفع البناء، ففرق بين أن تنظف المكان و تعد الأساس وبين أن تبني البناء، فليست القضية هي أن تهدم الباطل فقط، ثم تترك نفسك، فهذا كمن يقول: لا إله. ويسكت، فلا يكفيك أنك نفيت الإلهية عن غير الله؛ بل لابد أن تثبتها لله، وتقوم بها لله فبهذا فقط تكون عبدت الله عز وجل كما أمر: "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون" (الذاريات:56)

حقيقة التوحيد هي هذه العبادات القلبية؛ و هي مسؤولية شخصية لكل واحد من المسلمين، كما أنها مسؤولية جماعة المسلمين ككل، فهي مسؤولية شخصية و جماعية أيضاً في الوقت نفسه، فليس هناك من يدري ما في قلبك و نفسك من أمراض هذا القلب و هذه النفس، نعم قد يدرك البصير الناصح من أهل التقوى و العلم فيمن يعاشره شيئاً من ذلك أو يطلع عليه، ولكنه لن يعرف كل ما في القلب، كما قيل: "أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا"، قالها النبي صلى الله عليه و سلم لأصحابه، فنحن لا نؤمر أن نشق عن قلوب الناس و لو حاولنا فسنعجز حتماً، ولذلك لم يكلف الله بها جماعة مسلمة، لكن أنت أدرى بنفسك، و أنت المكلف أساساً بإصلاح هذه النفس، و نجاة نفسك متوقفة على هذا الإصلاح، فإن لم تفعل فأنت على خطر عظيم، فهي مسؤولية شخصية لكل واحد منا.

أما المسؤولية الجماعية فتتمثل في التذكرة و النصيحة ببيان أدلة القرآن والسنة و الدرس و المذاكرة و الاهتمام بها و كثرة الحديث عنها، و أن تكون هي مدار فكرنا فالناس دائماً بعيدون عن هذه العبادات، و المتكلم فيها يكتفي بإزالة الشبهة فقط غالباً، أو يجعل حديثه عنها هو حديثاً للعوام دون الخواص، حتى هان هذا الباب على طلاب العلم، ولم يأخذ حقه لا في نفس كل واحد منا، ولا في حجم دعوتنا وبياننا للناس، بل صرنا نسمي من يطرق هذ الباب "واعظاً" على سبيل التنقص و الحط من قدره، فيقال عنه: إنه ليس عالماً ولا طالب علم بل هو واعظ، فكأنما الوعظ أصبح كلاماً يقال لغير الملتزم حتى يلتزم، و أما بعد أن يلتزم فلا، حتى إنه قد أدى ما عليه و انتهى منه، فينشغل عن هذه العبادات بما يراه هو أهم منها، فيلتزم الإنسان ظاهراً، وتظل في قلبه الجاهلية و الضلال الذي كان عليه، و لم يتطهر قلبه و لم يتزك.

فلا ينبغي أن ننسى أن الفرق بين الصحابة و من بعدهم إنما هو حصول هذه العبادات القلبية، و الأحوال الإيمانية و مقامات الإحسان التي أمر الله بها النبي صلى الله عليه و سلم فهذه هي المسؤولية الجماعية، فكلها مكملة فقط للمسؤولية الشخصية، و التي هي حجر الأساس، فقد يحضر رجل درساً ممتازاً عن أحوال الخوف و أحوال الرجاء، و ربما يتكلم جيداً عن الإخلاص و تعريفه و يمكن أن يحسن الإنسان ذلك، لكن لا نجاة له لمجرد أنه يتكلم أو يعرف دون أن يمارس و يعمل،و دون أن يوجد الحال، كما هو الفرق بين العالم بوجود الغني و هو فقير و بين الغني بالفعل، فرق بين العالم بحال الأصحاء و هو مريض و بين الصحيح بالفعل.

Friday, July 30, 2010

العنصرية النائمة - الحيرة

اقتباسات من الحب في المنفى - بهاء طاهر

 
العنصرية النائمة
 
ألف الدكتور في بلدتنا الصغيرة جمعية لمكافحة العنصرية ضم إلبها ألبرت وبقية الأفريقيين و بعض الأجانب ممكن كانوا يدرسون في الجامعة.. و كان مولر يدعو أصدقاءه النمساويين القلائل و يلقي خطباً و ينظم مظاهرات في الميادين العامة ضد العنصرية. و يقم احتفالاً بيوم أفريقيا. و يغقد ندوة باسم "من أجل عالم واحد".. إلخ إلخ.. ومن وقتها تغيرت البلدة.. قبلها كانت الأمور تسير، أما الآن فقد صار الناس إما مع جمعيته و هم على الأكثر عشرة أفراد من أهل البلدة وإما ضد جمعيته و هم بقية الناس.. حتى الذين كانوا يخفون عنصريتهم  أصبحوا يتباهون أيامها بأنهم ضد وجود السود في البلد و يظهرون العداء لكل الملونين.. كانت فرصة مثيرة لأن يحدث شئ في مدينتنا الصغيرة الراكدة.. لأن يكون هناك موضوع كبير يهتم به الناس.. موضوع يذكرهم بأيام الحمى الآرية و ألمانيا فوق الجميع و هذه الأشياء.
...
لم يرد أبي أن نتزوج. قال لي على طريقته في الكلام: ولكنك لست عاملة في بار!.. يمكن أن يمر هذا الزواج لو كنت عاملة في بار.. كأنه كان يرى كل شئ، نصحنا أن ننتظر كما كان قرارنا الأول، ننتظر إلى أن ينتهي ألبرت من الجامعة ومن ماسياس ثم نرحل بعد ذلك معا. قال لنا ما لم نكن حتى تلك اللحظة نفهمه جيداً. قال إن الناس في بلدنا يغمضون عيونهم عن العلاقة بيننا على أنها نزوة عابرة. حرية محكومة يسمحون بها للشباب على ألا تتجاوز الحد. أما الزواج فهو جريمة. دنس للجنس الأبيض كله لا يغفره أحد في بلدتنا. و لم نصدق.

 
الحيرة
 
وجدت بعض أعداد من صحيفتي القاهرية، ألقيت نظرة على العناوين ثم وضعتها جانباً. استبقيت عدد الخميس و فتحت الصفحة الثامنة التي تنشر فيها منار مقالها الأسبوعي، و لكن المقال لم يكن هناك. كان هناك بدلاً منه موضوع ديني "بين الشريعة و التاريخ" فوضعت العدد فوق الصحف الأخرى، وبدأت أدير رقم القاهرة في قرص التليفون و أنا أنظر شارداً للصورة المنشورة مع المقال الديني. كانت صورة جانبية لوجه امرأة محجبة، تغطي الطرحة البيضاء شعرها و تحيط بوجهها. قلت لنفسي و أنا أواصل بطريقة آلية محاولة التقاط الرقم: أنا أعرف هذا الوجه ليس غريباً عني.
ثم فجأة وضعت السماعة و اختطفت الصحيفة.
نعم!.. بالطبع هي منار!.. نعم هي صفحة المرأة كالعادة يتوسطها اسم منار! و هناك عنوان فرعي بخط صغير تحت العنوان الرئيسي "بين الشريعة و التاريخ: ماذا جرى لحقوق المرأة؟"
....
و مع ذلك فهناك رد أبسط: منار تمضي في طريق الفضيلة و أنت تتردى في الرذيلة!
بسيط جداً!
مددت يدي إلى سماعة التليفون و رحت مرة أخرى أدير رقم القاهرة، لكني وضعت السماعة من جديد. و ما رأيك في خالد؟.. بسيط جداً.. يخرج من صلب الطالح صالح؟..
هيا فلتواجه الحقيقة. نعم. أحياناً أشعر بالخجل من نفسي لأنه بمثل هذا الشباب و هذه البراءة و لأنني ذلك الكهل أتشبث بآخر قطرة مما يمكن للحياة أن تقدمه. أذكر جيداً ما قاله إبراهيم عن الظروف التي تصنعنا. إذن فما هي تلك الظروف التي جعلت جبلنا لا يرى في الحياة عاراً؟.. لماذا قبلنا أننا بشر نخطئ و نصيب و نعصي و نتوب، نطمع في رحمة الله و نثق أن أوان التوبة سيأتي قبل أن تضيع فرصتها، ولماذا يريد خالد أن يكون ملاكاً لا يشوب نقاءه مجرد دور من الشطرنج؟.. أعرف أنه لو عاش تلك الحياة مثلما بدأ فلن يعرف الحيرة التي عشناها نحن. لن يحاول أن يصحح ماضيه مثلما تحاول منار بطريقتها و مثلما أحاول بطريقتي. لن يكون في الحياة صراع ولا في الروح صدع. سيكون كل شئ سهلاً و واضحاً. و مع ذلك فهناك شئ في داخلي يقول إن هذا مستحيل يا خالد!.. لم يحدث أبداً أن نبتت للبشر أجنحة الملائكة. لو أنك معي الآن لتكلمنا مثلما كنا نتكلم من قبل كأصدقاء.

Sunday, May 02, 2010

بيع يا لطفي

في موضوع يقارن بين الاستعمار في صورته القديمة و مقابلته بالعولمة الحالية و أنه لا فرق بين الاستعمار المؤسسي المتمثل في شركات التجارة الكبرى مثل شركة الهند الشرقية في مقابل الشركات متعددة الجنسيات حاليا، وجدته يشير لمقال عن خبر غريب يقول ان دايو الكورية اشترت مليون وثلث هكتار من المساحة المزروعة لمدغشقر - قد نصف مساحة بلجيكا - للتأمين الغذائي في ظل مناخ تشجيع الاستثمار الأجنبي ... يا ترى هل ممكن الموضوع يوصل للدرجة دي عندنا في ظل بيع البلد الممنهج و الصورة القاتمة التي كان يتكلم عليها عبد الخالق فاروق

النهضة تصنع أم تورث

الفيلم القصير: ألف اختراع و اختراع الذي أنتجه د. سليم الحسني يوقظ التأملات في ماض مضئ و مقارنته بحاضر يحاول فيه البعض مثل د. سيد دسوقي بحث سبل البعث الحضاري أو البناء من جديد في حين يرى البعض وجود فرص لللاستقلالية الحضارية في سياق حققت فيه بالفعل دول أخرى مثل اليابان ليس فقط إعادة بناء و لكن سبق و ريادة.

و في محاولة لطرح تفسيري لما حدث من تدهور، يرى أحدهم في ختام مقاله في ملحوظة جديرة، أن السياق طبيعي و الظروف كانت فقط مواتية لمن حالفه حظ أكثر من الثروة باكتشاف العالم الجديد.

و بالتأمل في تلك الفترة نلاحظ أنها كانت بداية بزوغ كل من الإمبراطوريتين الإسبانية و البرتغالية اللتين اتحدتا لاحقا و قد ورثتا حضارة الأندلس التي كانت قد سقطت توا مع تسليم غرناطة آخر ما بقي لدى المسلمين... في نفس الوقت كانت الإمبراطورية العثمانية في بدايتها أيضا حيث تزامن السقوط النهائي للأندلس مع فتح القسطنطينية ... لكن في الوقت التي كانت تتوسع فيه الدولة العثمانية في آسيا الصغرى و أوروبا الشرقية كانت أسبانيا و البرتغال يفتحان طرق جديدة للتجارة أدت إلى اكتشاف و السيطرة على رأس الرجاء الصالح و اكتشاف العالم الجديد

بعد فترة بدأت تظهر على الساحة إمبراطوريات أخرى مثل الروسية و الهولندية لكن بمرور الزمن بدأ النفوذ ينسحب من الدول ذات السبق و السيطرة الأولى كالبرتغال و أسبانيا و هولندا لصالح لإنجلترا و فرنسا و كأنهما تركتا غيرهما يزرع ثم ورثتا الثمر جاهزا و بالطبع  من ضمن ما ورثته الدولة العثمانية التي كانت تشيخ...، ثم تدور الدوائر مرة أخرى و يصير النفوذ النهائي في يد أمريكا الآن التي انتقل لها كل شئ طواعية هذه المرة دون نزاع أو حروب كالتي كانت تدور في السابق

فهل علينا أن نملك أدوات القوة من جديد أولا كي نملك أدوات النهضة مرة أخرى؟

Wednesday, March 03, 2010

My Experience with IELTS

Before preparing for IELTS and passing by the score I sought, I had some misconceptions; that it's hard to study and requires perfect level of English close to native speakers, but here is what I've learnt.

--> IELTS is designed to test English proficiency of non-native speakers: By nature, English is a second language for you exam taker, so don't be shy of your accent.., you don't have to be talking like natives to show your skills .., just be yourself without acting artificially which affects your fluency.

--> IELTS is a language test: all skills related to language aptitude are tested.., so guess what ? it's possible that if a native speaker joins the test, he may achieve a score less than you if he is not prepared or doesn't take care of formal language rules, just like the same way where some natives score badly in language tests of their mother tongue.

--> Preparing is not that hard: forget the school way of studying and memorizing grammatical rules and the like .., it's all about practice.., solving around 8 tests from previous years (material available in British Council library) is more than enough.

--> Know your gaps and work on them: my weak point were that I don't practice verbal communication frequently.., to improve that, I got to listen to around 30 episodes from ESLPOD.com .., around 3 or 4 daily in transportation time.., with repeating every episode several times. This helped a lot in improving my listening as well as providing me with some diverse vocabulary to use in speaking practices..
For these speaking practices it was enough for me to rehearse some of the required topics in the sample exams .., but it will help if you record them and listen to yourself.., and it'll help more if you find a learning partner on skype to practice with him.

--> Finally remember that you have to take every opportunity in the exam to show up the tested skills of your language, so use diverse vocabulary in your talking, use different sentence structures and different tenses - if suitable - in your writing provided that you're versed of what you use so that it doesn't affect your fluency or coherence or any other measured factors.