Wednesday, October 27, 2010

عن الفتوحات الإسلامية وتدافع غيرها من الحضارات - Re: لماذا فتح المسلمون الأندلس ؟

أظن إجابة السؤال أبسط من ذلك
لأننا مأمورين بنشر و تبليغ الدعوة في كل أصقاع الأرض
ولأن موسى بن نصير كان يتمنى أن ينال شرف  بشارة النبي عليه الصلاة و السلام بفتح القسطنطينية فكان يطمح بالوصول لها من الغرب عبر أوروبا كلها بعد فشل محاولات سابقة لفتحها من الشرق
هذه الحقائق التاريخية التي تفيد ترحيب موحدي النصارى بالفتح تعضد الرد لكن ليس الأصل هو انتظار طلب المساعدة من الشعوب حتى يتم فتح بلادهم

--------------

بمناسبة الموضوع كان عندي رأي ربما لسة لم يكتمل كي أستطيع أن أصوغه بشكل جيد، لكنها شتات أفكار متفرقة محصلتها تعطي رد أكثر منطقية من الكلام العاطفي بتاع "المثقفين" غير المستند على حقائق التاريخ من أن كل تحركات المسلمين هي جهاد الدفع في الأصل او تلبية لطلب الجماهير المضطهدين و ان السيف دة كخ و مش عارف ايه

--
خلاصة الفكرة: ان التدافع في الأرض هي أحد السنن الكونية التي هي من طبائع المجتمعات البشرية، و أن اي قوة ناهضة تسعى بالضرورة للتمدد و التوسع - و الذي يأتي في الغالب على حساب القوى الأخرى الأضعف - و لو لم تفعل هذه القوة ذلك ستنهض الأضعف لتدفعها و تحل مكانها

حدث هذا مع جميع المجموعات البشرية على مدار التاريخ منذ أن كانت جماعات صغيرة ثم أقاليم أو قبائل حتى تبلور مفهوم الدولة في الحضارة المصرية و استمر هذا التدافع عبر جميع الحضارات من اليونانية حتى الأمريكية الآن

ولكون التدافع سنة كونية وفطرة مجتمعية أن يسعي القوي للازدياد قوة و تمددا و ثروة، جاء الإسلام لا ليمنع هذا التدافع و لكن لينظمه و يتسامى به إلى غايات نبيلة و مقامات رفيعة أولا ثم تقنين تفاصيله بقواعد صارمة تمنع الجور و الظلم و العدوان ثانيا

وبالتالي تحل الدعوة و نشر و الإسلام و إبلاغ العالمين محل القهر و استعباد الناس و الاستعمار و نهب الثروات، و يحل الرفق بالصغير و المرأة و العجوز و العابد و الحيوان و غير المقاتل و الأسير محل القتل و النهب و الغدر بالأسرى و الذبح الجماعي

فبنظرة شاملة لتاريخ البشرية جمعاء لا تخلو حضارة ما من أن تكون بنيت على حروب و أنقاض مدن هدمت و أشلاء بشر قتلت و بجار دماء أريقت - و كل ذلك من تدافع لم يكن له رابط ولا زاجر حتى جاء الإسلام لينظم هذا كله

لذلك عندما أدافع ، أدافع عن هذا الأصل دون أن أنفي سنة التدافع نفسها، و ساعتها لا أحتاج بالضرورة أن ألجأ لتجاهل حقيقة أنه ليس كل حكام المسلمين - على مدار فترة الحكم العضود الطويلة - كانوا يقاتلون دون أن تكون لهم أطماع توسعية ورغبات في مد مناطق نفوذ على حساب دول أخرى - لكن الفرق هنا أن القواعد التي رسخها الإسلام في أتباعه كانت الحائل دون أن تنتهي حروبهم إلى همجية و وحشية غير المسلمين من الحضارات السابقة أو التالية

وتستطيع و أنت مطمئن أن تواجه أي مهاجم لتاريخ المسلمين علماني كان او غربي بحقيقة أن يقوم بإحصاء ضحايا حرب واحدة من حروب اي حضارة اثناء قيامها من الغزوات الرومانية حتى الحرب الاهلية الامريكية او اثناء تدافعها مثل الحروب الصليبية و التترية إلى الحربين العالميتين، أن يقارن أي من هذه كلها بمحصلة مجموع كل ضحايا و خسائر الفتوحات الإسلامية قاطبة على مدار تاريخها الطويل و ينطر بم يرجع من نتيجة

وإذا لاحظت ستجد أن اي حرب تحاول ان توجد لها فكرة او هدف سامي او شعار إعلامي جذاب تستطيع أن تتخذه كذريعة و مبرر و أداة لحشد الحشود و ٌإقناع الجماهير بما هم مقدمين عليه من أمر الحرب - مثل إنقاذ أورشليم و تأمين طريق الحج عند الصليبيين، أو نشر السلام و الديمقراطية عند الأمريكان، أو مجرد في سبيل الملك أو الفرعون أو الزعيم نصف الإله.

لكنها -تلك الشعارات- في النهاية غايات كاذبة لا تستطيع أن تصمد في وجه الحقيقة المفزعة عندما يجد الجنود أنفسهم يهربون من المواجهة فلا يساعدهم تصديق الوهم في الصمود حين يشعرون أنهم يقاتلون من غير قضية في الواقع حين تتجلى لهم التناقضات، ولذلك تجد الجنود الأمريكان مثلا مصابون بحالات نفسية شديدة في حين يصمد القتلة المأجورون (كجنود بلاك ووتر) الذين يعرفون أن مهنتهم هي الإجرام و أنهم يخاطروا بحياتهم راغبين أمام مقابل مادي آني فاحش يستحق المخاطرة ويسوغ بذل كل دنئ ، وليس مقابل رسالة أو غاية

في مقابل ذلك تصنع الفكرة المعجزات في فتوحات المسلمين التي يضبط إيقاعها القوانين النظمة و الصارمة و تقودها الغاية النبيلة و الفكرة و الوعد الذي في رحم الغيب بالفوز في قضية رابحة دائما بغض النظر عن النتيجة - وساعتها لا يهم ماذا يهدف صاحب الفتح ولا من هو أصلا طالما بقيت الفكرة، حتى وإن كان من يقودها الحجاج مثلا

--
ختاما، لا أظن أن كل ما ذكرت يمكن أن يطلق عليه "خلاصة" كما قلت في البداية، لكنها مجرد فكرة ربما تنزع إلى نظرة أكثر الواقعية بعيدة عن المثاليات الحالمة و كلمات المحبة و شعارات السلام، لكنها بالتأكيد تحتاج إلى إعادة صياغة و مراجعة و ربما إعادة نظر.


----------------------------------------- Original Message -------------------------------------------------

http://www.islamstory.com/%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D9%81%D8%AA%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%85%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AF%D9%84%D8%B3

 

د. محمد عمارة

لماذا               فتح المسلمون الأندلس ؟هناك سؤال يبدو محرجًا يوجهه الغربيون والمتغربون إلى الإسلاميين، وفيه يقولون: سلمنا أن سبب الفتوحات الإسلامية هو إزالة إمبراطوريات الاستعمار والقهر الحضاري -الرومانية والفارسية- التي استعمرت الشرق وقهرته دينيًّا وحضاريًّا، وهو إزالة إمبراطوريات الاستعمار والقهر الحضاري الرومانية والفارسية لكن.. ما سبب فتح المسلمين للأندلس في شبه الجزيرة الأيبيرية ولم تكن جزرًا من الشرق.. ولم يكن فيها رومان مستعمرون؟!

 

وللإجابة على هذا السؤال الذي يبدو منطقيًّا ومحرجًا.. ولتفسير الأسباب المنطقية والتاريخية التي وقعت وراء الفتح الإسلامي للأندلس.. لا بد من فهم الصراع الديني في صفوف النصرانية في القرون التي سبقت ظهور الإسلام؛ فمنذ القرن الرابع قبل الميلاد احتدم الصراع بين أنصار عقيدة التثليث والصلب وتأليه المسيح وهي مسيحية بولس التي تبنتها الدولة الرومانية ومجامعها الدينية، وبين النصرانية الموحدة التي تزعمها وأصبح عنوانًا عليها الأسقف السكندري آريوس (256- 376م) والتي تقول: إن الله جوهر أزلي أحد، لم يلد ولم يولد، فكل ما سواه مخلوق، حتى الكلمة، هو كغيره من الكائنات مخلوق من لا شيء، وليس من جوهر الله في شيء، فليس إذن "هو الله، ولا من جوهر الله".

 

ومع الانتشار الواسع الذي حققته الآريوسية في الشرق.. ورغم الاضطهاد الذي لاقته من المثلثة الرومان -الملكانيين ومن المثلثة الشرقيين اليعاقبة بزعامة "إثناسيوس" (295- 373م)- فلقد امتد انتشار النصرانية الموحدة الآريوسية إلى أوربا.

 

ففي سنة 341م اختار الملك "أوزيت دي نيكوميدي" المبشر القوطي - الإسباني "فولفيلا" ليكون مطرانًا للنصرانية الآريوسية، ثم دخلت هذه النصرانية الآريوسية الموحدة إلى "إلبري" على نهر الدانوب، وكذلك اعتنقتها أغلبية الشعوب الجرمانية.

 

وفي شبه الجزيرة الأيبيرية -إسبانيا والبرتغال- انتصر الملك "أوريك" سنة 476م وقطع علاقاته بالإمبراطورية البيزنطية، فانتشرت الآريوسية في شبه الجزيرة الأيبيرية، وتدينت بها جماهيرها.

 

وعندما ارتد الملك "ريكاريد" (586- 601م) سنة 587م عن الآريوسية ثار الآريوسيون ضده وضد المسيحية المثلثة، واستمرت هذه الثورة في إكاتولونيا ونارجونيز على امتداد قرن من الزمان.

 

وعقب إحدى المجاعات قام المسيحيون المثلثة تنصيب الملك "روديك" ملكًا على شبه الجزيرة الأيبيرية، وعندما غزا "رودريك" الأندلس -الجنوب- اصطدم بالمطران "أوباس" مطران إشبيلية، فثار شعب الأندلس الآريوسي ضد الملك المثلث "رودريك".

 

خريطة               فتح الأندلسوإبان هذه الثورة الأندلسية الآريوسية، طلب السكان الموحدون المساعدة من الآريوسيين المتحدين معهم في العقيدة النصرانية، وطلبوها كذلك من البربر مسلمي الريف المغربي على الضفة الجنوبية من البحر المتوسط، وهنا هبَّ المسلمون بقيادة طارق بن زياد سنة 711م لنجدة النصارى الموحدين بالأندلس، وأثناء معركة "غوادليت" -قرب قادس- انضم مطران إشبيلية "أوباس" إلى الجيش المسلم، وكذلك فعل أسقف توليدون "سانديريد".

 

وبهزيمة الملك المثلث رودريك ثبَّت المسلمون أركان الحرية الدينية في الأندلس، وتركوا الناس وما يدينون، فعاشت النصرانية الموحدة مع التوحيد الإسلامي في ظلال الحضارة الإسلامية الأندلسية نحوًا من ثمانية قرون.

 

ثم جاءت نهاية هذه الحضارة على يد الكاثوليكية المثلثة بقيادة "فرديناند وإيزابيلا" عندما أسقطت غرناطة سنة 1429م، فسحق التوحيد -الإسلامي النصراني، واليهودي وكذلك- في تلك البلاد، التي استدعى أهلها المسلمين الموحِّدين لنصرتهم على أهل التثليث!!

No comments:

Post a Comment