Tuesday, October 20, 2009

* حول قصور المقدرة التفسيرية لنظرية المؤامرة و تهافتها *

اليد الخفية .. دراسة في الحركات اليهودية الهدامة و السرية - د. عبد الوهاب المسيري

3197.gif
يتناول هذا الكتاب العديد من نظريات المؤامرة المنسوجة حول اليهود بالدراسة الموضوعية فلا يقرها على إطلاقها و لا ينفيها كلية، وإنما يضعها في سياقها الطبيعي من حيث النظر للمجتمعات اليهودية كجماعات وظيفية تمثل أقليات في مجتمعاتها و تلعب أدوارا لا يلعبها عادة أهل البلاد التي يقطنونها.

يفترض الكتاب أن أي جماعة وظيفية في مثل ظروف الجماعات اليهودية كانت ستسلك مثل سلوكها، مثل طائفة الحشاشين مثلا، لكنه لم يفصل كثيرا في هذه النقطة رغم محوريتها في استنتاجاته، و الأمثلة التي ضربها لتوضيح هذه الفكرة قليلة وتحتاج لدراسة أكثر استفاضة عن تلكم الجماعات الوظيفية الأخرى التي يفترض فيها التشابه مع جماعات اليهود مثل الأقليات اليونانية أو الأرمنية في مصر في النصف الأول من القرن الماضي على سبيل المثال.

خلاصة القول عن المؤامرة هو انه رغم أن لها أساسا من الصحة إلا أنها تظل في النهاية أسطورة روجها و استعذبها من أصيبوا بالهزيمة النفسية و سعد العدو جدا برواجها.

المفارقة هو تبني كل من المتعصبين ضد اليهود و المروجين للصهيونية على السواء لهذا النموذج الاختزالي البسيط وكل منهما يحقق به مصالحه !

* مقتطفات:
- فكرة اليهود كموضع الشر الكوني متجذرة في الفكر المسيحي و الغربي لكنها وجدت طريقها للفكر الإسلامي
- اللغة الأدبية المجازية تنفر من لغة الجبر و القوانين الهندسية لانها تتعمال مع ظاهرة مركبة
- يتسم الفكر العنصري بكونه اختزالي كسول ورغم أن الصورة الإدراكية الاختزالية لها أساس من الواقع لكن الفكر العنصري يعزل التفاصيل و السياق عن الواقع المركب
- اللغة النقدية تفكك العمل الأدبي ثم تركبه فتقدم كل عنصر على حدة كأنه مستقل بعكس العمل الأدبي الذي يقدم كل العناصر في تداخلها و تركيبيتها وتزامنها
- من الثابت تاريخيا أنه لم تكن هناك مصالح يهودية واحدةبل الصراعات هي الأصل
- النموذج التفسيري المركب المطروح ليس مجرد ترف أكاديمي و إنما هو أمر أساسي في تحديد الأولويات و استراتيجية التصدي لإسرائيل
- النموذج الاختزالي هو النموذج السائد في الصحافة و الإعلام على وجه العموم
- الصهيونية وصفت بأنها تعيش على الكوارث اليهودية
- إذا كان تيودور هرتزل هو ماركس الصهيونية فهتلر هو لينين الصهيونية أي من وضعها موضع التنفيذ
- خداع استطلاعات الرأي: التقسيمات الثنائية عادة ما تكون مغرية و لكن اختزالية
- من هزموا من الداخل: رفاعة الطهطاوي لم ير في باريس سوى الحرية و الثقافة حين زارها في نفس العام الذي كانت تدك فيه الجزائر الآمنة
 
25-11-2007

No comments:

Post a Comment