Sunday, May 02, 2010

النهضة تصنع أم تورث

الفيلم القصير: ألف اختراع و اختراع الذي أنتجه د. سليم الحسني يوقظ التأملات في ماض مضئ و مقارنته بحاضر يحاول فيه البعض مثل د. سيد دسوقي بحث سبل البعث الحضاري أو البناء من جديد في حين يرى البعض وجود فرص لللاستقلالية الحضارية في سياق حققت فيه بالفعل دول أخرى مثل اليابان ليس فقط إعادة بناء و لكن سبق و ريادة.

و في محاولة لطرح تفسيري لما حدث من تدهور، يرى أحدهم في ختام مقاله في ملحوظة جديرة، أن السياق طبيعي و الظروف كانت فقط مواتية لمن حالفه حظ أكثر من الثروة باكتشاف العالم الجديد.

و بالتأمل في تلك الفترة نلاحظ أنها كانت بداية بزوغ كل من الإمبراطوريتين الإسبانية و البرتغالية اللتين اتحدتا لاحقا و قد ورثتا حضارة الأندلس التي كانت قد سقطت توا مع تسليم غرناطة آخر ما بقي لدى المسلمين... في نفس الوقت كانت الإمبراطورية العثمانية في بدايتها أيضا حيث تزامن السقوط النهائي للأندلس مع فتح القسطنطينية ... لكن في الوقت التي كانت تتوسع فيه الدولة العثمانية في آسيا الصغرى و أوروبا الشرقية كانت أسبانيا و البرتغال يفتحان طرق جديدة للتجارة أدت إلى اكتشاف و السيطرة على رأس الرجاء الصالح و اكتشاف العالم الجديد

بعد فترة بدأت تظهر على الساحة إمبراطوريات أخرى مثل الروسية و الهولندية لكن بمرور الزمن بدأ النفوذ ينسحب من الدول ذات السبق و السيطرة الأولى كالبرتغال و أسبانيا و هولندا لصالح لإنجلترا و فرنسا و كأنهما تركتا غيرهما يزرع ثم ورثتا الثمر جاهزا و بالطبع  من ضمن ما ورثته الدولة العثمانية التي كانت تشيخ...، ثم تدور الدوائر مرة أخرى و يصير النفوذ النهائي في يد أمريكا الآن التي انتقل لها كل شئ طواعية هذه المرة دون نزاع أو حروب كالتي كانت تدور في السابق

فهل علينا أن نملك أدوات القوة من جديد أولا كي نملك أدوات النهضة مرة أخرى؟

No comments:

Post a Comment