Tuesday, May 20, 2008

عندما يأي مشايخنا بالعجائب

من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب
من قال لا أعلم فقد أفتى
كان الإمام فيما مضى تعرض عليه المسألة فيغيب أيام وأسابيع حتى يأتي فيها برد وقد لا يرد
كان الإمام فيما مضى يتحرج من أن يقول هذا حلال و هذا حرام حتى لا يتأول على الله ويقول بدلا من ذلك أحبذ كذا أو أكره كذا

تلك وغيرها أصول كثيرة طالما سمعناها من المشايخ والعلماء ولكن قلما رأيناها واقعا حيا يطبق عمليا أمامنا بسسب انتشار مدرسة ما يسمى سد الذرائع و الأخذ بالأحوط والتي تطورت إلى "استسهال التحريم" وكأن التحريم يعفي من الاجتهاد الحق في المسألة وكأن التحريم بديل عن قول لا أعلم وكأن التحليل فقط هو التأول على الله وكأنه قد تحتم أن يرد المسؤول على السائل رد حاسم وفوري أيضا خاصة بعد انتشار مسائل الورق في الجوامع ومسائل التليفونات ومسائل الهواء على الفضائيات والتي لا أقتنع بأي منها إلا أن تكون المسألة وجها لوجه مع الشيخ وبعد أن يأخذ فيها ويرد مع السائل حتى يلم بكل جوانب مسألته هو الخاصة به هو وحده

عندما ظهرت الميكروفونات أول مرة كانت حراما ولا يجوز استخدامها في رفع الأذان رغم أن الشعيرة ما زالت قائمة والمؤذن ما زال موجودا... كيف كان من الممكن أن يكون حال الحرم به مليوني حاج إذا كانت عممت هذه الفتوى في زماننا؟ طبيعي أن يكون هناك رد فعل عكسي مستهجن للجديد لكن غير الطبيعي إصدار حكم بغير علم لمجرد الميل مع ذلك النفور من هذه المستحدثات
أيضا حين ظهر المحمول استعرت حملة ضده لمفاسده الجمة وأنه رجس من عمل الشيطان ثم صار المحمول في يد الجميع ومن ضمن هذا الجميع هؤلاء الذين شنوا عليه تلك الحرب الشعواء

كان التلفاز منكراً وضره أكثر من نفعه والدش مفسدة وهلاك يجب أن ترجع بيتك وتتخلص منهما في التو ثم صرنا نرى هؤلاء منكري الدش والتلفاز على موجات الفضائيات تاركين الباب للذرائع التي كانوا يحاولون سدها من قبل

كل ما سبق ربما مألوف نوعا وطبيعي أن يتغير موقف الشيخ من قضية ما حين يتبين له جوانب أخرى رغم أنه لا يرر اتخاذ الموقف الأول وعدم التبين من البداية

لكن العجائب بحق هي تلك الخطب التي تشبه موجات الغلاء و تدني الأجور في عهد مولانا ولي النعمة الوفيرة بعام الجفاف والمجاعة في عهد سيدنا عمر رضي الله عنه وتنهى عن دعوات العصيان المدني التي ينادي بها أعداء الأسلام منفذي المخططات الهدامة لأن علينا طاعة أولي الأمر وشكر الله أننا لم نصل لما وصل إليه حال المجاعة أيام الشدة المستنصرية.
 
اللهم احفظ ولاة أمورنا أمراء المؤمنين رافعي راية الإسلام الخفاقة العالية!!!! ولا حول ولا قوة إلا بالله..
-------
تعقيب:
* لا أنكر التزام الشيوخ والعلماء بالأصول في مختلف الأمور الشرعية وهو أمر ملحوظ جدا خاصة حين يسأل أحدهم في أمر من أمور الميراث مثلا لكن تحفظي هو على سرعة حكمهم على كثير من الأمور المستحدثة سواء في التكنولوجيا أو السياسة أو الاقتصاد أو الفن وغيرها
* لم أذكر حالات بعينها على ما سقته من أمثلة لكني أتحدث عن ثقافة جمعية سائدة في وسط كبير بين الناس
* محصلة هذا الاضطراب في الفتاوى هو أن يفقد الناس ثقتهم في العلماء المستقلين كما فقدوها من قل في علماء السلطان وعزوفهم عن تحري الصحيح في الأمور التي تحتاج فتاوى بحق خاصة مع غياب مجامع فقهية مستقلة تقوم بدورها كما ينبغي ويلتف حولها الناس

No comments:

Post a Comment