Wednesday, November 02, 2011

انخرطت في الدوامة و نسيت الحلم

 ولكن مازال إدراكه ممكنًا "ها أنا أبدأ ما كان يمكنني أن أبدأه منذ عشر سنوات على الأقل ولكني سعيدا لأنني لم أنتظر عشرين سنة أخرى" --- اقتباسات من كتاب السيميائي لباولو كويليو   


اقتباسات من مقدمة بهاء طاهر:   ﻫﻲ ﺭﺣﻠﺔ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺃﻭﻻ‌ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺩﺭﻭﺏ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ   ﻳﺒﺤﺜﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻓﺤﺴﺐ ، ﻳﺒﺤﺜﻮﻥ ﻋﻦ ﻛﻨﺰ ﺃﺳﻄﻮﺭﺗﻬﻢ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ، ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﺸﻮﺍ ﺗﻠﻚ ﺍﻷ‌ﺳﻄﻮﺭﺓ .   ﻟﻜﻲ ﺗﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﺮ ﻻ‌ ﺑﺪ ﺃﻥ ﺗﻨﻔﺬ ﺇﻟﻰ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ.... 


اﺳﺘﻤﻊ ﺇﻟﻰ ﻗﻠﺒﻚ ﻓﻬﻮ ﻳﺪﺭﻙ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ.... ﺧﺸﻴﺔ ﺍﻷ‌ﻟﻢ ﺃﻣﺾ ﻣﻦ ﺍﻷ‌ﻟﻢ ﻧﻔﺴﻪ. ... 


ﻭﺃﻧﻪ ﻣﺎ ﻣﻦ ﻗﻠﺐ ﻗﺪ ﺗﺄﻟﻢ ﻭﻫﻮ ﻳﺴﻌﻰ ﺇﻟﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺣﻠﻤﻪ.   


ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻫﻮ ﺃﺭﻗﻰ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻥ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺑﺪﻻ‌ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺼﺒﺢ ﺭﻣﺰ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ، ﺃﺻﺒﺢ ﺭﻣﺰﺍ ﻟﻠﺠﺸﻊ ، ﻋﺮﻓﺖ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﺳﻴﻤﻴﺎﺋﻴﻴﻦ ﺍﻧﻌﺰﻟﻮﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻣﻠﻬﻢ ، ﻭﺣﺎﻭﻟﻮﺍ ﺃﻥ ﻳﻄﻮﺭﻭﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻟﻴﺼﺒﺤﻮﺍ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺬﻫﺐ ، ﻭﻫﺆﻻ‌ﺀ ﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﻛﺘﺸﻔﻮﺍ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺣﺠﺮ ﺍﻟﻔﻼ‌ﺳﻔﺔ ، ﻷ‌ﻧﻬﻢ ﻓﻬﻤﻮﺍ ﺃﻧﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺮﺗﻘﻲ ﺍﻟﻜﺎﺋﻦ ﻓﺈﻥ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺣﻮﻟﻪ ﻳﺘﻄﻮﺭ ، ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﺼﻬﺮﻙ ﻟﻜﻲ ﺗﺼﺒﺢ ﺃﻧﺖ ﺃﻳﻀﺎ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺬﻫﺐ ، ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻓﻬﻲ ﺗﺨﺘﺒﺮﻙ ﺑﺎﻟﻤﺤﻦ قبل أن تعطيك كنزك الموعود لك 

    ----------------------------------   


اقتباسات من الكتاب:     الرعاة شأن البحارة أو السماسرة الجائلين يعرفون دائما مدينة تعيش فيها من تستطيع أن تنسيهم متعة أسياحة في العالم دون أي قيد على حريتهم    كان أبواه يريدان أن يجعلا منه قسا لأن ذلك ما تباهي به أسرة ريفية متواضعة ظلت تكدح لمجرد الحصول على الغذاء والماء مثل أغنامه    جاءوا هنا ليبحثوا عن أشياء جديدة و لكنهم ظلوا دائما كما كانوا يذهبون حتى التل ليزوروا القصر ويكتشفوا أن الماضي أفضل من الحاضر    وتساءل وهو يرقب مطلع الشمس كيف يمكن للإنسان أن يذهب لمدرسة دينية لكي يبحث عن الله.،؟   المشكلة أنها لن تدرك أن المراعي قد تغيرت وأن الفصول تتغير لأنه لا شئ يشغلها غي الغذاء و الماء   فهي تخاف ممن لاتعرف ولكن الأطفال يأتون دائما ليلعبوا معها دون أن تخشى منهم شيئا... 


لا أعرف كيف يتسنى للحيوانات أن تعرف أعمار البشر     وهذا هو سبب حبه للترحال حيث ينجح الإنسان دائما في عقد صداقات جديدة دون أن يتحتم عليه البقاء مع هؤلاء الأصدقاء على مر الأيام   فعندما يرى الوجوه نفسها... يعتبرها جزءا من حياته... و إذا لم نصبح على نحو ما تشتهي أن ترانا فإنها تستاء منا، لأن الناس جميعا يعتقدون أنهم يعرفون بالضبط كيف ينبغي أن نعيش   و لكن أحدا لا يعرف قط كيف ينبغي أن يعيش هو حياته   هو كتاب يتكلم عن الأشياء نفسها التي تكاد تتكلم عنها كل الكتب الأخرى . أي عن عجز البشر عن أن يختاروا مصائرهم بأنفسهم... أكبر كذبة في العالم   كثيرا ما يقول الناس أشياء بلهاء. و في بعض الأحيان يحسن أن يعيش المرء مع الشياه الخرساء... أما عندما يتكلم الناس فههم يقولون أشياء معينة تجعلك لا تدري كيف تواصل الحوار   الأسطورة الذاتية - هي ما تمنيت دائما أن تفعله   كل منا يعرف في مستهل شبابه ما هي أسطورته الشخصية . ففي تلك المرحلة من العمر يكون كل شئ واضحا  وكل شئ ممكنا ولا يخشى الإنسان من أن يحلم... ولكن مع مرور الوقت تبدأ قوة غامضة في محاولة إثبات استحالة تحقيق أسطورته الذاتية هي قوى تبدو سيئة ولكنها في الواقع تعلمك كيف تحقق أسطورتك الذاتية فهي التي تشحذ روحك و إرادتك لأن هناك حقيقة كبيرة في هذا العالم فأيا كنت و مهما كان ما تفعله فإنك عندما تريد شيئا بإخلاص تولد هذه الرغبة في روح الفالم   الالتزام الوحيد للإنسان هو أن يحقق أسطورته الخاصة . كل الأaياء هي شئ واحد و عندما ترغب في شئ يتآمر الكون كله ليسمح بتحقيق رغبتك   رأي الناس في باعة الفشار و الرعاة أهم من تحفيق أسطورتهم أذاتية   الناس يدركون في وقت مبكر جدا مبرر وجودهم و ربما كان هذا بالذات هو أسبب في أنهم يتخلون عنه مبكرا أيضا، و لكن هذا هو حال العالم   يكره المغاربة فقد كانوا هم الذين أدخلوا الغجر ( أسبانيا)   عندما تصبح كل الأيام متشابهة فمعنى ذلك أن الناس قد كفوا عن أن يلحظوا الأشياء الطيبة التي تمر بحياتهم بينما تعبر الشمس السماء   أخذ الشاب يحسد الرياح على حريتها و أدرك أنه يمكن أن يصبح مثلها، لن يوجد ما يمنعه غير نفسه    مبدأ المواتاة - لو لعبت الكوتشبنة للمرة الأولى فكن المؤكد أن تكسب - هذا حظ المبتدئين   الراعي قد يحب الترحال و لكنه لا ينسى شياهه أبدا   الموانئ عادة أوكار اللصوص    انقبض قلبه كما لو كان صدره قد تقلص في الحجم     فأنا أرى الدنيا على نحو مت أرغب في أن تكون لا كمت هي عليه بالفعل   لفد وعدت أن أنخذ قراراتي بنفسي   وتذكر السيف لقد دفع ثمنا غأليا لكي يتأمله لحظة   باغته شعور بأنه بمكن أن ينظر للعتلم غما كضحية تعس لأحد تللصوص و إما كمغامر يبحث عن كنز   هناك لغة تتجاوز الكلمات لو توصلت إلى معرفة كنه هذه اللغة التي تتجاوز الكلمات لتةصلت إلى معرفة كنه العالم   الناس يتحدثون كثيرا عن العلامات و لكةهم لا يعرفون بالضبط عم يتكلمون    بدا و كأن الخرس قد أصاب العالم كله لأن روح الفتى لزمت الصمت    عندما يحالفنا الحظ فيجب أن نغتنم الفرصة وأن تفعل كل ما بوسعنا لكي نساعده بنفس الطريقة التي يساعدنا بها   الفريضة الخامسة على كل مسلم هي أن يسافر في رحلة   أنا خائف من  أن أحقق حلمي فلا يبقى لي بعد ذلك ما أعيش من أجله ولكني خائف من خيبة أملي الكبيرة... إلى درجة أني أفضل أن أقتصر على الحلم   لا يسع الناس جميعا أن ينظروا إلى أحلامهم بالطريقة نفسها   تذكر أنك يجب أن تعرف دائما ما تريد   كل نعمة مرفوضة تتحول إلى نقمة   فسأشعر بتعاسة أكثر من أي وقت مضى... لأني أعرف أني يمكن أن أملك كل شئ بينما أنا لا أريد   في بعض الأحيان يكون من المستحيل أن تسيطر على نهر الحياة   لا تتنكر أبدا لأحلامك   من يدري ربما كان من الأفضل أن يعيش الإنسان مثل تاجر الكريستال... يحلم دون أن يحقق حلمه   يستطيع دائما أن يرجع راعيا ، يستطيع دائما أن يرجع تاجرا للكريستال.. ربما كانت الحياة تخفي كنوزا أخرى و لكنها وهبته حلما متكررا، وهذا لا يحدث للناس جميعا   القرارات لا تمثل سوى بداية شئ ما... الإنسان عندما يتخذ قرارا فإنه يقذف بنفسه في الواقع في خضم تيار عارم يلقي به إلى مصير لم يتوقعه قط   الصحراء مترامية الأطراف.. نائية الآفاق تشعر الإنسان بضآلته.. تلزمه الصمت..... مستغرقا في اللانهاية وفي سطوة العناصر   من يعتاد الترحال مثل الشياه يعرف أنه يصل دائما إلى لحظة لابد فيها من الفراق   إذا ما تحتم ذات يوم قتلي فإن أي يوم يصلح كسواه للموت   لو تمكنت من أن تعيش دائما في الحاضر فسنكون إنسانا سعيدا   الحياة.. هي تلك اللحظة التي نحياها وليست شيئا غير ذلك    الجمال خادعة... تقطع آلاف الخطى دون أن يبدو عليها أي أثر للتعب ، ثم فجأة تسقط على ركبها و تموت، أما الخيول فهي تتعب بالتدريج ، و ستعرف دائما حدود ما تستطيع أن تطلبه منها و متى ستموت   لا توجد سوى طريقة واحدة للتعلم ؛ هي العمل   الخوف من العذاب أسوأ من العذاب نفسه... ما من قلب تعذب و هو يسعى وراء حلمه   لكل إنسان على سطح الأرض كنز ينتظره.. الناس كفوا عن الرغبة في العثور على هذه الكنوز.. ما عدنا نتكلم إلا للأطفال الصغار.. نتمنى أن تعبر كلماتنا دون إصغاء لها   روح العالم ترغب في أن تمتحن كل ما تعلمته على مدى الطريق... حتى نتمكن من أن نستوعب أيضا في وقت حلمنا نفسه الدروس التي نتعلمها و نحن في سبيلنا إلى الحلم.. و تلك هي اللحظة التي يتخلى فيها معظم الناس عن أحلامهم   الموت عطشا في الوقت الذي يلوح فيه نخيل الواحة في الأفق   أي مسعى يبدأ دائما بحظ المبتدئ و ينتهي باختبار الغالب    عندما تكون أمام أعينا كنوز عظيمة فنحن لا نلقي لها بالا   العين نبدي قوة الروح    عندما يتطور شئ فإن كل ما حوله يتطور على شاكلته    لا تترك نفسك لليأس فهذا يحول بينك وبين الحوار مع قلبك   من يعش أسطورته الذاتية يعرف كل ما يحتاج إلى معرفته   لا يوجد غير شئ واحد يمكن أن يجعل الحلم مستحيلا، هو خوف الفشل   الموت عموما يجعل الإنسان أكثر حرصا على الحياة    لا شئ يتغير بسب  الموت.. و الحياة تستمر   نباتات تتشبث بالحياة حيث يبدو استمرار الحياة بعيدا عن الخيال    الرياح عادة ما تعرف كل شئ، فهي تجوب العالم دون أن يكون لها موطن ميلاد و لا موطن موت   الريح لا تأتي من مكان و لا تذهب إلى غيره، و هذا هو السر في أنها أقوى من الصحراء    جميع الأشياء شئ واحد، وإن لم يكن من الضروري أن يشبه الحديد النحاس أو النحاس الذهب، فكل يؤدي وظيفته بالضبط ضمن هذا الشئ الواحد   الرصاص يؤدي دوره إلى أن يستغني العالم عن حاجته إلى الرصاص، فلابد أن يتحول إلى ذهب   http://www.goodreads.com/review/show/229885767


تراويح المستعمرة

 من بقايا التراث الفاطمي قبل 15 سنة   

- قبل أول ركعتين: القيام أثابكم الله 

- قبل ثاني ركعتين: الصلاة و السلام على أول خلق الله 

- بعد منتصف التراويح: قل هو الله أحد 3 مرات 

- قبل ثالث ركعتين: القيام أثابكم الله 

- قبل رابع ركعتين: الصلاة و السلام على خاتم رسل الله 

- بعد التراويح: قل هو الله أحد 3 مرات - قبل الشفع: أشفعوا و أوتروا أثابكم الله 

- قبل الوتر: الله و احد أحد


Saturday, September 24, 2011

لجظات ما بين الشك و اليقين

 الحسين: ـ في هذه الساعة البعيدة عن الثبات.. التي تنقلب فيها الأشياء. ـ أي اضطراب يمسكك يا نفس؟ هل أتابع الطريق رغم العقبات؟ هل أقود هذا الشعب نحو أجله من أجل أهداف؟ هل أسبابي نقية حقاً؟ أم أنها الكبرياء التي تدفعني؟ و هل يكون إغراء السلطة بهذه القوة حتى تجعلني أنسى مسئوليتي تجاه هذا الشعب؟ و لكن.. كيف يمكن للرجل الفاضل أن يقبل دون نقاش إهانة المتسلطين في هذا العالم؟ أيمكن لأكثر الأهداف عدلاً أن تدفن في التراب عارًا و خوفًا أمام البربرية المتسلطة؟ يانور القرار الصائب .. أنت تتخلى عني بقسوة. ـ   ـ "التعازي الشيعية" - عرض مسرحي فارسي لمأساة كربلاء - الإسلام و المسرح: محمد عزيزة - ترجمة: د.رفيق الصبان 18-1-2011


Saturday, September 17, 2011

شئ من التأمل و الحكمة و الحكي من تجارب الحياة

ما بين دفتي مقدمة مشوقة تعرض ملخصا للحكايات تميز فيه بين ألوان الحب البناء منها و ما قتل، و بين خاتمة رائعة تحكي عما يتركه الإنسان من أثر و حقه في الحلم دون أن تأخذه الأحلام بعيدا، تأخذنا كاتبة"حكايات من الأحلام" في عمل إبداعي جديد. هي واحدة من أعضاء ثلاثي آل فودة المعروف في الأوساط الهندسية على المستووين المهني و المجتمعي تطل علينا بإبداع ليس في الناحية التقنية أو العمل التطوعي هذه المرة و لكن في الجانب الأدبي بكتاب يجمع بين بعض التأمل و الحكمة و الحكي من تجارب و خبرات الحياة.

للكتاب من عنوانه نصيب حين يحكي عن الخلوة وسط الطبيعة في الجزيرة الجميلة الخيالية النائية في "حلم الهروب" ثم تطور ذلك إلى التحليق بين السحب و مع الطيور التي يتبين أنها لا تختلف شيئا عن القطعان المربوطة فتنكسر الأجنحة بعد التسليم بقناعة الدوران في الساقية في "كيف ترى الحياة".

في "الوحدةأكاد أستشعر تماما تلك الحالة التي كتبت فيها هذه الدفقة الشعورية التي عبرت عن الكثير، ومثلها "أسوأ شعور"، بخلاف مقال "الغربة و الوطن" الذي شعرت أن فكرته لم تكتمل أو ربما احتاجت إعادة صياغة على مهل.

من الصور الرقيقة لحظات التأمل أثناء سقوط المطر في "الأختان" والتي وجدتني في نهايتها متعاطفا أكثر مع رأي الاخت الصغرى على عكس ما ظننته هدف القصة، وبخلاف الترجيح في "الأختين" جاءت "لأني أحبها لن أتزوجها" بالدفع في البداية تجاه إحدى وجهتي النظر ثم تركت في خاتمتها مفتوحة ليتم إعادة النظر في الاتجاهين من جديد.

القصص الأطول في الكتاب مثل "هذه الفتاة ستجلب لنا العار" تصلح لأن تكون سيناريو واحد من المسلسلات المصرية التقليدية وإن كان في بعضها يحدث أحيانا انقطاع في السرد أو الربط بين الفقرات أو ربما الوصول للنتيجة بسرعة أو بأسلوب مباشر على حساب الحبكة فيمتزج الجو القصصي مع الصياغة المقالية في لون مختلف لإيصال الفكرة.

في "لقد قتلت صديقي" جاءت قصة الراوي على لسانه في صورة رسالة إلى عبد الوهاب مطاوع الذي ساهم في تشكيل وعي أجيال و كان حلم الكثير أن يكتب له رسالة أو إلى بريد الأهرام عامة .. و إن كان هناك مِن تأثر به إلا أن التأثر الأكبر عبر جنبات الكتاب طبعا بالأب المثالي الذي أتم عمره مبكرا... في حين أن هامش "التغيير يا دكتور" ذكرني بأحمد خالد توفيق حين يضمن قصصه حقائق علمية ثم يضع مرجعها أو مزيد عنها في نهاية القصة. أما "نصائح أم مودرن لابنتها" فكأنها معارضة أدبية لوصية أمامة بنت الحارث بلغة جديدة وإن كان المضمون يصلح لكل أم ليست بالضرورة مودرن.

بجانب المواضيع الاجتماعية و القضايا الحياتية الأكثر تناولا في الكتاب، هناك قصص تستخدم الرمزية لتناول فلسفة أو فكرة أكثر تجريدا عبر خيال خصب و صور مبتكرة كما في "السفينة" والتي تبدو كأنها قصة من الأساطير القديمة - وإن لم تكتمل، وكما في "الفراشة" المسكينة الحائرة.

التجارب الشخصية قيمة و طريفة مثل ما جاء في "علموا أولادكم أن يقولوا لا" و مقالة "ازدراء اللغة العربية" التي تحكي عن صلاة الباي باي :) وللأسف بالفعل يبدو الأمر أكبر من مجرد عقدة الخواجة فقط.

المقالات عن الولايات المتحدة تتناول تصحيح الصورة الذهنية النمطية عن أمريكا عند المصريين بالإضافة إلى النظرة الإيجابية للأمور عند المقارنة مثل ما في "حاجات بمصر أحسن من امريكا"... لكن في "حكايتنا مع أولاد العم" استغربت أن الصورة الفلكورية الأسطورية عن الطقوس اللاإنسانية عند اليهود و التي كنا نتداولها و نحن أطفال ما زالت حية إلى الآن بل و مصدر خوف و تربص عند التعامل معهم.

بالنسبة لإخراج الكتاب فالغلاف تقليدي يعرض فكرة مباشرة لا تعكس تنوعه فيصوره على أنه فقط مجموعة قصص من مصر وأخرى من أمريكا يرمز لها بماذا غير الأهرامات و تمثال الحرية... بالطبع تعجبني أكثر صورة أريج الحالمة على صدر المدونة.

هناك عدة أفكار لترتيب مواضيع الكتاب (التي تحتاج فهرس) دون الاعتماد فقط على الترتيب الزمني لكتابتها.

لم أقرأ من قبل من إصدارات دار دون لكن الانطباع الأول انها دار نشر تجارية تحسن الانتقاء وتكتفي بذلك على حساب مستوى الاحترافية المطلوب، فبعض الأخطاء المطبعية و الإعرابية المتناثرة هنا و هناك يشير إلى تخليهم عن دور التدقيق اللغوي في إخراج الكتاب. بالطبع الدار محققة تواجد قوي و تساعد في ظهور الوجوه الجديدة في الكتابة من المجتمع الافتراضي عبر الإنترنت إلى جمهور الكتاب العادي الأوسع، لكن ربما تحتاج لإعادة النظر في سياسة تسعيرها إذا قارناها بالمنافسة مع تجربة الشروق مع المدونات التي وإن كانت محدودة لكن حققت انتشارا كبيرا.

يبقى في النهاية أن أقول أننا في انتظار الكتاب القادم :)


Tuesday, May 10, 2011

معانقة العالم

 البستان - محمد المخزنجي    أولى قراءاتي له. استشعرت فيها شيئا من روح يوسف إدريس - الذي أفرده بقصة في المجموعة - ، مع رقة بهاء طاهر بأسلوب مميز.   أكثرهم روعة قصة "العميان" و التي تصلح أن تتحول إلى قصة للأطفال أيضا . يليها "معانقة العالم" حين تبدلت مشاعره تجاه اللص في النهاية. أما "لعلها تنام" فيستشعر المرء قشعريرة مع الفقرة الأخيرة فيها. في حين أن "البستان" التي تحمل المجموعة اسمها ويشيد الكثيرون بها لم أرها أفضلهم بل تأتي بعد قصص أخرى مثل "الدليل" أو شئ جميل جدا يحدث لك" أو خمس دقائق للبحر"   -- اقتباسات: --   نشروا جذوع الفيكس من أسفل و تركوها مرمية على رصيف الكورنيش كقتلى ممدين في تتابع حتى يفرغوا لتقطيع الجذوع و هي على الأرض إلى قطع يسهل نقلها. و عندما آبت في آخر النهار عصافير الدوري التي تسكنها بدت معذبة و حيرى. ظلت ترفرف في سحابات معلقة بقرب الأرض فوق رؤوس الأشجار المرمية على جنوبها. ظلت تحاول التعرف على ما حدث لبيوت سكناها المنكفئة على هذا النحو الغريب. و كانت تقترب لتدخل في مآويها لكنها سريعا تتراجع و تظل معلقة في الهواء القريب من الأرض، ترفرف.   --   "أنا اللي بالأمر المحال اغتوى شفت القمر نطيت لفوق في الهوا طلته ما طلتوش ايه انا يهمني وليه.. ما دام بالنشوى قلبي ارتوى"   --   فقط أتوارى خلف تبرير غير جنوني - بمنطق ناس هذه الأيام - إن تعرف علي أحد من ناس هذه الأيام، للمكث هكذا طويلا.. أعاقر أنفاس الصباح البكر، و أرى مطلع الشمس، و استيقاظ النيل. .. و للمرة - ربما المائة - أجرب حظي.. خلسة، وبمداراة أرمي ما أخبئه من قصاصات، مثل الأطفال، دون أن أجرؤ على التصايح مثلهم .. .. فأود لو أتصايح مثلهم لعلها تبقى، لكن أي تبرير مفهوم يمكنني أن أتوارى خلفه هذه المرة؟   --   أمعن في الإيحاء لاجتلاب النوم، لإقصاء الألم، دون أن أصدق ذلك، و إن كنت آمله بكل ما بقي في روحي من قوة اليأس .. نعم، قوة اليأس، و عجز الابن - الطبيب - المرتجي - أمام عذاب أمه.   --   من الذي قال ذلك عن معنى السعادة؟ .. إنه هو ذلك المتوحد العائش في قبو متواضع. المنقطع عن كل طنطنة الدنيا و بريقها ليتواصل مع جوهر روحه و يطلع علينا بالأسفار. صاحب أجل أسفار زماننا و أضخمها. السفر الذي يعلمنا حب النهر و حب الطمي و حب البحر و تفهم الرمال. إنه هو .. أجاب عن سؤال يستكنه معنى السعادة في مرة نادرة من المرات التي أدلى فيها بحديث. قال: "إن السعادة هي أن أشرب كوب شاي.. مع صديق.. في لحظة رضا".   .. لا بد أنني كنت أشبه حيوانا مذبوحا يروح و يجئ متخبطا بين المحلين. أو طائرا عاد فلم يجد عشه و لا وجد الشجرة التي فيها العش. أي رعب هذا؟ إنني لم أجد المكان.   http://www.goodreads.com/review/show/167202190


Thursday, April 14, 2011

كلام متأخر أتمنى أن يكون له معنى ولو مالوش اعتبره هذيان من واحد مخرف مش اكتر

 انا هاقول حاجة و اطلع اجري لأن التفكير بحرية والوصول لرأي مخالف بقى جريمة في الجو اللي احنا فيه دة شوية نقاط في صورة مقدمات ونتائج: 

1- الجيش مش ثوري 

2- هدفه من الأول انقاذ البلد فقط ومالوش غرض لا في الحكم و لا حتى في القضاء ع الفساد أو محاولة الإصلاح 

3- عشان كدة أما لقى البلد هتخرب قام نحى مبارك وقال هاقعد 6 شهور بس المفروش كانوا هيخلصوا في سبتمبر عشان انقل السلطة وانتو اتصرفوا مع بعض 

4- الأصوات العالية في الثوار واللي في العادة بتوجه الجموع راسها وألف سيف تشرك الجيش في ثورتها ودة بيؤدي لحاجات كتير ظاهريا فقط في صالح اثورة لكن مساوئها أقل منها طول الفترة الانتقالية - ادينا لسة في سبتمبر هيا دوب هانعمل انتخابات البرلمان و يا عالم  الرئاسة امتى ودة في حين ان المواطن العادي كل اللي سايفه ان مصالح البلد واقفة وكيلو القوطة بتسعة جنيه والزيت غلى ربع تمنه ويادوب بس للحظة بس بيفرح بـ"إنجاز" من إنجازات الثورة ثم سيسب و يلعن سنسفيل المظاهرات و الاعتصامات أما يمر من الميدان أو ماسبيرو 

5- ترتيب أولويات الثورة كان يقتضي مساعدة الجيش في الإسراع بالمرور من الفترة الانتقالية و تسليم السلطة بالصورة التي يراها عن طريق انتخابات تعكس الإرادة الشعبية التي صارت واعية وليس عن طريق مجلس رئاسي معين من شوية مثقفين و رموز بيختلفوا و يتخانقوا مع بعض طول عمرهم اكتر ما بيتجمعوا على كلمة 

6- الاكتفاء بالتحفظ على أموال كل رموز الفساد ووضعهم تحت إقامة جبرية مشددة وترك القضاء الطبيعي يأخذ مجراه - مش محاكم ثورية عسكرية يطالب بها الآن ناصريون جدد 

7- عن اولويات المرحلة برضه كان علاء سيف كاتب كلام هنا اتفق معاه فيه وفي باقي المدونة برضه موضوع تاني بيرد على مخاوف اللي بيبصوا للشعب نظرة نظيف و عمر سليمان!http://manalaa.net/node/88038   أخيرا أتمنى أن أكون مخطئا وأن يكون الصواب هو الطرق على الحديد و هو ساخن وإكمال الثورة في حموتها وتحقيق جميع ما كنا نحلم به في نفس اللحظة ولكن بلال فضل كاتب كلام بيقارن فيه بين الوضع الحالي وأجواء ما بعج ثورة 1919 أتمنى ألا نصل إليه وإن كانت ارهاصاته في الأفق للأسف


Friday, April 01, 2011

في التمييز الإيجابي

استأت كثيراً من تلك النظرة الدونية و الاحتقارية لشعب مصر العظيم (على رأي الجيش) في إطار حملة البعض على نسبة العمال و الفلاحين في البرلمان. حيث سادت لهجة تنتقص من قدر العامل و الفلاح بشكل مبالغ فيه وافتراض الجهل متلازما معهم - في حين تناسى الكثيرون أن هناك من حملة المؤهلات العليا و الدكاترة و المهندسين ممن يشغلون حتى مناصب بل و من حملة الماجستير و الدكتوراة مَن وعيهم السياسي صفر كبير جدا بجانب الكثير من البسطاء بل وحتى الأميين ... فالأمية السياسية ليست ملازمة لفئة كما أن الوعي السياسي ليس حكرا على أحد - و للعلم "لولا" رئيس البرازيل ورائد نهضتها عامل.

ولكن رغم هذا فأنا لست مع تخصيص نسبة أيضا و إن كان لليساريين وجهة ورأي معتبر في تمسكهم بها وهي محاولة التمييز الإيجابي لهم كمحاولة لمنع سيطرة أصحاب المال على مفاصل الحياة السياسية ، ولكني أرى أن هذا لن يمنع من صاحب رأس المال من أن يقف من خلف مرشح عامل أو فلاح ويدعمه بقوة ليحقق له مصالحه ويوجهه كما يشاء (أي يشتريه) ، لذا فالأولى هو البحث عن آليه أخرى تمنع تغول المال في السياسية بدلا من الإخلال بمبدأ تكافؤ الفرص و الانحياز للتمييز الإيجابي.

فالتمييز الإيجابي بكل صوره وأشكال تطبيقه يعتمد على التمييز و التفرقة سواء المرأة أو الأقلية أو ذوي الاحتياجات الخاصة .. إلخ مما يؤصل أكثر لهذه التفرقة ويخل بتكافؤ الفرص كفكرة مجردة ، لكنه نشأ في الغرب و لاقى قبولا و رواجا في التطبيق في بعض مناحي الحياة نظرا - ربما - لما كانوا يعانون منه من عقدة الشعور بذنب ارتكاب جريمة الاضطهاد في حق اليهود أو السود أو المرأة

لكن لننظر لم يتم طرح الفكرة عندنا رغم اختلاف الخلفيات و السياق عن الجو الذي نشأت فيه؟

- فبالنسبة للعمال والفلاحين فنحن لسنا في الخمسينات الآن، ورغم أن التخوف من رجال الأعمال الآن أكثر من التخوف السابق من تدخل ملاك الاراضي في إفساد الحياة السياسية قديما، لكن بالتأكيد يمكن إيجاد حلول و آليات لمنع ذلك غير هذه الفكرة التي لم تحقق أبدا المراد منها

وبالنسبة للمرأة فلا أظن أننا نعاني مما كان يعاني منه الغرب من اضطهاد للمرأة و النظرة الدونية لها في الفكر الأوروبي القديم من أنها أس البلاء وسبب خروج الإنسان من الجنة وذلك قبل التخلص من السيطرة الكنسية رغم استمرار التمييز ضد المرأة عندهم بعد عصر النهضة بفترة كبيرة ظلوا بعدها يحاولون إصلاح ذلك من خلال منظور عقدة النقص باستخدام التمييز الإيجابي لصالحها لإصلاح تراكمات الماضي وعقدة الذنب من الثقافة القديمة - كما أنه ليس عندنا الممارسات و الثقافة التي تعامل بها المرأة في دول الخليج مثلا حتى نبحث لها عن حقوق ضائعة باستخدام التمييز

أما عن أمر كتمييز ذوي الاحتياجات الخاصة في العمل مثلا فإن من يُسلب منه قدرة معينة يوهب مهارة أخرى يجعله الله متفوقا فيها عن أقرانه فيكون متميزا و يثبت نفسه أمام ميزان تكافؤ الفرص..، وهل احتاج طه حسين تمييز إيجابي للمكفوفين كي يكون عميد الأدب العربي؟

أما تمييز أقلية كالأقباط فكما قلت أننا ليس عندنا عقدة الغرب من أعمال إبادة النازيين لليهود أو الأمريكان للهنود الحمر أو استعباد السود حتى نحاول إصلاح ذلك بالتمييز الإيجابي - بل كان عندنا اقتصادي مصري من الأقلية اليهودية لم يحتج لكي يحقق نجاحه أياً من قوانين التمييز التي كانت تمنح للخواجات - أما الاضطهاد الذي كان حاصلا كان شاملا الجميع أقباط و إسلاميين و غير أصحاب الوسايط - وينبغي ألا يكون علاج ذلك باستخدام فكرة التمييز الإيجابي فنحن لا نريد أن نصبح لبنانا آخر تكون فيه المحاصصة الطائفية هي الحل

خلاصة القول أن مبدأ تكافؤ الفرص و المساواة هو الأصل في تحقيق العدالة و ليس هناك ما يستدعي استخدام التمييز الإيجابي اللهم إلا في حالات محددة يكون ظاهر فيها جدا أن عدم استخدامه سيوقع الظلم على قطاع معين

الماسات الهاربة

كانت رائعة فعلا بذوقها العالي و حسها الساخر وقضاياها المتنوعة لكن لا أدري إن كانت وجدت طريقها للنشر أم دفنت ولم يجد صاحبها الفرصة .. هي مجموعة قصصية وجدتها بين أوراقي القديمة فتذكرت "المنتدى الأدبي" ذلك النشاط الذي كان .. في الكلية مفجرة الإبداع و قاتلته في آن.. تذكرت كيف عرضت عليهم قصتي اليتيمة وقتها وأنا في قمة الارتباك و كيف لاقيت من الحفاوة و النقد الأدبي و التحليل الرائع ما ربما لا يجده ضيف هدى العجيمي في برنامج مع الأدباء الشبان... تذكرت اللقاءات الشعرية و مقدمة علم العروض التي تم عرضها بأسلوب رياضي سلس كأنها حصة جبر... تذكرت كيف كانت الكلية تحصد الكلية الجوائز من منافسي دار علوم في مسابقات الجامعة ثم كيف بدأ النشاط يموت رغم إلحاح مسئول رعاية الشباب على إدراجه في نشاطات الكلية لا لسبب إلا ليبقي على الميزانية المخصصة له ... طفت على الذاكرة أسماء بعض من أعضاء المنتدى مثل محمد حمدي (كاتب المجموعة) و نزار عبد العزيز و خالد محمد خالد و محمد عبد المقصود و محمد بيلي الذي شاركت معه في عمل تحقيق صحفي لم ير النور مع أحمد بيومي و مروان أبو شمالة و مروة داود رئيسة تحرير مجلة "رسالة" - الأسرة الطلابية الوليدة وقتها قبل أن تصبح الجمعية الخيرية ذائعة الصيت و الانتشار.

أظن أن القصة القصيرة التي تحمل المجموعة اسمها تلائم أجواء مابعد الثورة التي نعيشها الآن حيث آن الأوان لكثير من الماسات المهاجرة أن تعود لتساهم في بناء مستقبل جديد للبلاد.





Sunday, January 02, 2011

في تأثير الدومينو

ليست المشكلة في من حرك القطعة الأولى، لأنها ستتحرك حتمًا وقتًا ما سواء بفعل فاعل أو من تلقاء نفسها، المشكلة الحقيقية في ترك القطع تتراص خلف بعضها دون انتباه لها أو لتسلسلها المتتابع ربما لصغر حجمها وقلة أهميتها بالنظر لكل واحدة على حدة على أنها نكتة سوداء صغيرة مهملة ليس منها خطر، ثم عندما تتهيأ التراكمات بانتظار لمسة خفيفة كالقشة التي تقصم ظهر البعير يبدأ التأثير بتسارع لا يمكن إيقافه و يكون عندها قد فات الأوان !

Saturday, January 01, 2011

انتصرت الشريعة

‎--
يا مرحبا بانتصار الدويلات و عصر ملوك الطوائف !
أتخيل لو لا قدر الله حدث سيناريو مشابه عندنا و تم إعلان الصعيد دولة قبطية و يظهر بيان من حركة حفص يعلن أن الشمال أصبح دولة إسلامية و لا بديل عن تطبيق الشريعة، و تستجيب حكومة الشمال للرغبات الشعبية الجارفة و لإلهاء البشرية عن الأزمة الحقيقية و تعلن تطبيق الشريعة و إلغاء كافة القوانين الفرنسية الوضعية الكفرية النصرانية القذرة منذ اليوم الأول للانفصال، و تتصايح الجماهير الله أكبر و لله الحمد و انتصر الإسلام، و تسود عموم البلاد الفرحة العارمة و الاحتفالات و الزهو و الانتشاء وينامون قريري الأعين ملء جفونهم من خدر السعادة و الرضا دون أن يلاحظ أحدهم أنهم مازالوا تحت نير عبودية نفس الحكام الذين رأوا من طبائع استبدادهم ما رأورا فساموهم سوء العذاب و تحكموا في ثروات بلادهم ولم يعطوهم الفتات، ولم يظهر لأحد أنه لم يتغير سوى العناوين سواء في الشمال أو الجنوب تعلنها نفس الوجوه بعد تعديل ظاهري و تغيير للأقنعة ارتضته الشعوب الحالمة التي ارتاحت ضمائرها بالنصر المزعوم ولا حول و لا قوة إلا بالله

جودو جاي امتى؟

مللت من جدل الإصلاح من الرأس أم القاعدة لأن الأمران مطلوبان معا على التوازي، و لكن مازال البعض من أصحاب فكرة إصلاح المجتمع و تجنب العمل السياسي أو السعي لأي سلطة أو منصب مصرين على موقفهم بحجة أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم لذا فهم سيسعوا فقط في محاولات تغيير الناس و إصلاح القاعدة ثم يجلسوا في انتظار الكائن الفضائي الذي سيبعثه الله على الأمة التي أصلحت نفسها مكافأة على قيامها بالتغيير متناسين أنهم قد تركوا بالفعل الساحة التي عزفوا عن المشاركة فيها للاعبين آخرين لن يكون من بينهم جودو أو المهدي المنتظر أو المخلص الذي جلسوا ينتظرونه كمنحة من الرب دون أن يحاولوا صنعه وقد فعلوا ما هو مطلوب منهم وزيادة في ظنهم.