Saturday, November 27, 2010

إن الله يحكم ما يريد

أظن أن المحصلة العامة للثقافة الإسلامية قد وصلت لمرحلة من النضج بشأن قضية الإعجاز العلمي التي أخذت حظها من الأخذ و الرد الكثير حتى استقرت إلى حد ما الموجة العالية التي ركبها كثيرون في محاولة إقحام القضايا العلمية إقحاما في تفسيرات لا تحتمل ذلك فضلا عن هشاشة الكثير من القضايا العلمية أصلا كونها نظريات قابلة لأن تظهر نظريات أجدد تقوضها و ليست مسلمات مما يسقط معه هذه المحاولات التفسيرية للقرآن و السنة إذا ما أتى العلم بجدبد مناقض.

و إن كان الأمر ما زال له رواجه و رونقه و شعبيته الهائلة بين العامة وما زالت تتردد مقولات فولكلورية كثيرة من الحكمة الإلهية العلمية وراء أمر ما في الشريعة كالإعجاز في تحريم الخنزير لأنه يأكل القمامة و به دودة شريطية .. إلخ، و كأننا لو أكّلناه علف نظيف سيكون حلالا أو لو وجدنا الخرفان مصابة بدودة شريطية ستصير حراما..

لكن هناك محاولات لإعادة تصويب هذا الفكر بالتأكيد على أننا فقط مأمورين بيتنفيذ ما أمرنا بالله كما تعبدنا بذلك لإيماننا بعظيم حكمته و دون الحاجة للتفتيش وراء هذه الحكمة التي إن شاء أظهر لنا منها ما شاء أو أخفاها عنا.

المشكلة أن هذا التصويب لم يتم استكماله ليشمل قضايا أخرى تندرج تحت نفس المنطق الذي يحاول البحث عن الحكمة من كل أمر و كل نهي ويبني افتراضات يفسر بها ليصل إلى آراء هدفها هنا ليس موجة الإعجاز العلمي و لكن الرد هل مهاجمي الإسلام و محاولة "الحوار" معهم..

فتجد محاولي "تحسين الصورة" عندما يهاجمون بأن إرث المرأة نصف الرجل أو بالتعدد للرجل مثلا، تجدهم ينطلقون في عقد المقارنات يقولون انظر إلى السياق قبل الإسلام كيف كان المجتمع الجاهلي يهين المرأة وينتقص حقوقها ولا يعطيها ميراثا و يبيح للرجل التزوج كيفما شاء دون حد .. إلخ.

و هم بذلك وقعوا في خطأين أحدهما هو الانسياق وراء تبرير الأحكام الشرعية و إيجاد مسوغات لها و الذي أوقعهم في فخ كارثي أكبر و هو ربطها بسياق تاريخي - و الذي يعني ضمنيا عدم عالمية الرسالة لكل زمان و مكان، وأنه بتغير السياق يجب علينا أن نتخلى عن تلك الأحكام القطعية و نغيرها تماشيا مع العصر ومراعاة للمناط التاريخي!

أما ثانيا و هو الأهم هو انسياقهم أصلا في تقبلهم الهجوم من حيث المبدأ و من ثم انطلقوا يردون و يسوغون ويبررون من موقف الشعور بالذنب و الضعف، في حين أن الأولى هو رفض هاتيك "حوارات" من بابها وعدم السماح للغرب في التطفل و التدخل في خصوصياتنا، و إن فعل فما أسهل الرد بهجوم مماثل لما هو عندهم و غير متسق مع منطقهم الذي يهاجمون به، بدلا من أن ندور في حلقة رد الفعل المنهزمة المؤدية لحوارات متخاذلة و استجابة لضغوط بسن قوانين و تغيير مناهج على هوى غيرنا، فضلا عن أن نقوم نحن بالمبادرة في "الحوار" بالتفاتة إلى تمييز القوانين الإسرائيلية أو دعم مناهجهم وشريعتهم للإرهاب الحق و العنصرية الفجة مثلا.

Sunday, November 21, 2010

كارتون صلاح الدين

منذ عدة سنوات قرأت الخبر عن اعتزام ماليزيا دخول صناعة المالتيميديا و الكارتون ثم الإعلان عن كارتون صلاح الدين الذي استبشرنا به خيرا من الناحيتين التقنية كدولة مسلمة تقتحم باحترافية عالم الـ computer graphics & 3D Animation و من الناحية الموضوعية المتمثلة في تقديم نموذج القائد الناصر كقدوة و ملهم للأطفال - ثم مر الزمن حتى تم الإنتاج فعلا ثم حملة دعاية كثيفة له حتى بدأت إذاعته على الجزيرة أطفال - فكانت عدة مفاجآت بالنسبة لي
- أولا هو مسلسل و ليس فيلم سينمائي - يعني التقنية أبسط من حجم التوقعات التي رفعوها لنا، وكمان الإنتاج تكلفته أقل -أظن
- ثانيا عندما شاهدت بعض أجزاء منه فوجئت أنه ليس له أية علاقة بالشخصية التاريخية صلاح الدين
- فهو فقط يقدم كارتون احترافي بسيناريو على النمط الغربي - او الياباني - التقليدي للبطل الذي يسعى لإنقاذ الناس و محاربة الأشرار في مغامرات مشوقة تصادف فقط أن يكون اسم بطلها هو "صلاح الدين" - يعني الاسم مستغل فقط كوسيلة للمزيد من الترويج و الدعاية
- لكن في النهاية هو مجرد كارتون عادي مشوق (يعني مش ساذج او متخلف) غربي التناول و الاحترافية ايضا لكنه فقط بملامح و أسماء و أصوات عربية

لم أتابع اكثر او الاحظ اكثر من ذلك حتى قرأت مقالة عن الموضوع ولا أدري ان كان كل مابها صحيح ام بها مبالغة ما
والظاهر ان مفيش حد قبلها اهتم بالموضوع من الناحية النقدية خالص غير الاحتفاء بالجوايز اللي حصدها و الانبهار بالتقنية العالية

والظاهر ان هذه المقالة بدأ يسري مفعولها حيث التداول و الانتشار في المواقع و المنتديات، وكأن البشرية دي كلها كانت تكتفي بالفرجة والتلقي و تقبل اي شئ دون تفكير ثم ما صدقت لقت حد قال كلمتين تعيد تدويرهم وتبدأ تاخد موقف بعد أن وجدت من يوجهها و يقول لها تمشي ازاي و تشوف ايه وتمنع عيالها مايشوفوش ايه - ويبدو اننا سنظل هكذا بين ثنائية الحفاوة البالغة أو إهالة التراب بعنف على أي منتج ثقافي دون إعمال حقيقي للعقل طالما تظل الجماهير تنتظر التوجيه

Wednesday, November 10, 2010

التعميم ليس بالضرورة اختزالا

التعميم كما المؤامرة من الاتهامات الجاهزة المقولبة الكثيرة التي يستخدمها المثفقون بالحق و الباطل دون تمييز في حوارات مجدية كانت أم عبثية
لكن كما أن الإغراق في المؤامرة أو التمادي في تجاهلها كلاهما خطأ فكذلك الأمر بالنسبة للتعميم..
في خطاب القرآن لليهود في عهد النبوة : "فلم قتلتوهم إن كنتم صادقين" رغم أن أسلافهم هم من قتلوا الأنبياء - لكن الخطاب يشملهم كامتداد لأسلافهم بسبب عملهم و إقرارهم بالفعل وموافقتهم عليه وتداوله في أدبياتهم كأمر عادي و مقبول...
حالتان فقط يمكن أن تلغيان التعميم: إما انقطاع معرفة الجيل الجديد بفعل الأسلاف بانفصال منبت الصلة عن الثقافة السابقة، أو الإعلان الصريح عن الأسف عن هذا الفعل و إنكاره و التبرؤ مما فعله الأسلاف ولا ذنب لهم فيه
--
لم أستكمل بعد قراءة تناول المسيري لليهود كجماعت وظيفية متفرقة في ضوء الخطاب القرآني الذي يتنوع تناوله بين بني إسرائيل و الذين هادوا أو اليهود و أهل الكتاب، ولم يكن هذا الجانب في منهج تناوله الموسوعي الذي اختطه لنفسه