Saturday, April 25, 2009

عن السفرة الحجازية


خواطر عابرة عن السفرة الحجازية:

- طائرة الخطوط السعودية بالفتيات المضيفات تكسر أول صورة ذهنية يصورها الإعلام عن الدولة الوهابية - و حوارات سيدات الفوج مع مضيفة لبنانية تكسر عندهن الصورة الذهنية عن اللبنانيات - و شئ من التسامح مع بعض البدع في الحرمين و بعض بقايا الآثار العثمانية في الحرم المدني (زخارف كتابية عن آل البيت و الأولياء و لوحة زيتية مصورة قديمة) ، كل هذا يكسر التصور الذهني عن المثالية السلفية عند من يتوهموه

- وقوع حدث بالقرب منك (زمنيا أو مكانيا) دون أن تعرف عنه شئ ثم تجد بعد العودة صحفا مسودة بالكتابة عنه ونقاشات عن خطورته يعكس لك هذا الفجوة المتلازمة بين أي خبر و تغطيته و بين حقيقته و حجمه في الواقع (عن أحداث البقيع بين بعض الشيعة و الأمن)

- لحظتي تأثر نادرتين : ترقب البصر لبصيص الضوء مع خطوات القدوم حتى لحظة أول رؤية حقيقية لكعبة، و لحظة استحضار أحداث الغزوة في رحاب جبل أحد

- أكثر الأفواج في هذا الوقت مصريون و إيرانيون ، لا تكاد تلتفت إلا و تجد مصري

- جميع الأفواج غير العربية - عدا الهنود - قمة في النظام الجماعي: أفارقة، إيرانيون ، أتراك ، ماليزيون ، إندونيسيون - (عدد الأوروبيين قليل لم يسمح بظهور الكتل الجماعية الرائعة في الأفواج الأخرى) - التحرك الفردي جدا حيث لا أحد يعرف أحدا سمة أفواج بعض الهنود و جميع العرب من كل مكان مصر، سوريا، العراق، الجزائر .. 

- محلات الذهب و سلع التجارة الرفاهية الفخمة المحيطة بالحرم تشعرك بالغربة

- إذا فاتتك الجماعة الأولى فمصيرك الصلاة منفردا مهما كان عدد من فاتتهم، لم يحصل أن انعقدت جماعة ثانية أو ثالثة ، حاولتها مرة مع شخصين إيرانيين قدماني للصلاة و انتهت الأربع ركعات لم نزد عن ثلاثتنا

- انقضت العشرة أيام لم أشتر طعاما سوى مرة واحدة فقط بالإضافة لبعض البقالة الخفيفة من لبن و شيبسي، حتى ما أعدته لي أمي قبل السفر ليكفي يوما أو يومين بقي بعضه حتى فسد من كثرة من تقابل من أهل الخير ممن يطعمون الطعام لضيوف الله و يصرون بحب و سخاء على الإكرام لا يفرقون بين مفتدر و محتاج، بالإضافة لإلحاح رفيقي الحجرة عندما ألبي دعوتهما بالبقاء معهما بعض الوقت حين يعاتباني فهما من أرباب المعاشات لا يستطيعان مجاراتي بالبقاء طوال الوقت بالحرم ليلا و نهارا

- السجائر يتم تبادلها كما المخدرات في السوق السوادء عندما يوقف أحدهم عاملا بنغاليا طالبا علبة دخان و يفاوضه على السعر

- حدثان قرب الكعبة لفتا انتباه الطُوّاف و إن لم أتبين تفاصيلهما: الأول، بعض اللغط وسط الزحام ثم سيدة أربعينية تنفعل بشدة و تصرخ لاعنة بكلمة كفرية شديدة ! .. الثاني، بعض الهمهمات عن سرقة ما ثم رجل أمن يوقف أحدهم قائلا: "إيراني ؟" ثم ينهال عليه صفعا و ضربا و هو في استسلام و لامقاومة.

- فقدان متكرر للأطفال: طفلة إيرانية كبيرة تفقد ذويها فتظل تصرخ بشدة رغم محاولات رفاق إيرانيين (من فوج آخر - لون شارتهم مختلف) تهدئتها و لا تكف لدقائق عديدة عن البكاء حتى يعثر عليها الفوج ، و طفلة أفريقية صغيرة تتلفت في ذعر مع تماسك عجيب رافضة الحديث مع محاولات كل أحد يحاول مساعدتها أو التكلم معها بأي لغة و لا حتى رجال الأمن حتى تصادف من يحدثها بلهجتها فترتمي إليه و تنفجر بين يدية بالبكاء

- يتخذ بعضهم زيارة المزارات نزهة خلوية للسياحة و التبضع عندما يفسد عليك لحظات استحضار مواطن النبي و صحابته و حواراتهم حين يقاطع المرشد قائلا "هو احنا في حصة تاريخ ؟!"

- مغامرات الجلابية: بعد أن ارتديتها أثناء قياسها عند البائع فيمر في نفس اللحظة أحدهم يستفزه طولها فيعترض مارا أنه ما يصير ! - حين تجربتها في الفندق مع الطاقية تكتشف أنك تشبه الماليزيين حين تنسى السيدة التي رافقتها في الأتوبيس و الطائرة شكلك طالبة منك بعض المساعدة على أنك أحد عمال الفندق.

- انبهار بإحصاء عدد ترجمات المصحف المتوفرة بالحرم و أن كل متحدثي هذه اللغات يعتنقون الإسلام - مع حسرة على أن لدولة الصومال نسخة مترجمة أي أن العربية ليست فيها سائدة

- إعجاب بزيارة مجمع الملك فهد للمصحف الشريف و إعطاء سيدة من الفوج النسخة الهدية لتبرمها أن سلموا الرجال فقط هدايا

- مطار جدة رائع، مطار المدينة يفتقد النظام كثيرا

- أثر الزيارة دام مع البعض بينما ترك البعض حاله الخاص هناك مع صعوده على سلالم طائرة العودة فيما لم تكن تشكل الزيارة لدى البعض فرقا أصلا حتى أثناء تواجده في رحاب الحرم

نسأل الله الهداية و القبول