البستان - محمد المخزنجي أولى قراءاتي له. استشعرت فيها شيئا من روح يوسف إدريس - الذي أفرده بقصة في المجموعة - ، مع رقة بهاء طاهر بأسلوب مميز. أكثرهم روعة قصة "العميان" و التي تصلح أن تتحول إلى قصة للأطفال أيضا . يليها "معانقة العالم" حين تبدلت مشاعره تجاه اللص في النهاية. أما "لعلها تنام" فيستشعر المرء قشعريرة مع الفقرة الأخيرة فيها. في حين أن "البستان" التي تحمل المجموعة اسمها ويشيد الكثيرون بها لم أرها أفضلهم بل تأتي بعد قصص أخرى مثل "الدليل" أو شئ جميل جدا يحدث لك" أو خمس دقائق للبحر" -- اقتباسات: -- نشروا جذوع الفيكس من أسفل و تركوها مرمية على رصيف الكورنيش كقتلى ممدين في تتابع حتى يفرغوا لتقطيع الجذوع و هي على الأرض إلى قطع يسهل نقلها. و عندما آبت في آخر النهار عصافير الدوري التي تسكنها بدت معذبة و حيرى. ظلت ترفرف في سحابات معلقة بقرب الأرض فوق رؤوس الأشجار المرمية على جنوبها. ظلت تحاول التعرف على ما حدث لبيوت سكناها المنكفئة على هذا النحو الغريب. و كانت تقترب لتدخل في مآويها لكنها سريعا تتراجع و تظل معلقة في الهواء القريب من الأرض، ترفرف. -- "أنا اللي بالأمر المحال اغتوى شفت القمر نطيت لفوق في الهوا طلته ما طلتوش ايه انا يهمني وليه.. ما دام بالنشوى قلبي ارتوى" -- فقط أتوارى خلف تبرير غير جنوني - بمنطق ناس هذه الأيام - إن تعرف علي أحد من ناس هذه الأيام، للمكث هكذا طويلا.. أعاقر أنفاس الصباح البكر، و أرى مطلع الشمس، و استيقاظ النيل. .. و للمرة - ربما المائة - أجرب حظي.. خلسة، وبمداراة أرمي ما أخبئه من قصاصات، مثل الأطفال، دون أن أجرؤ على التصايح مثلهم .. .. فأود لو أتصايح مثلهم لعلها تبقى، لكن أي تبرير مفهوم يمكنني أن أتوارى خلفه هذه المرة؟ -- أمعن في الإيحاء لاجتلاب النوم، لإقصاء الألم، دون أن أصدق ذلك، و إن كنت آمله بكل ما بقي في روحي من قوة اليأس .. نعم، قوة اليأس، و عجز الابن - الطبيب - المرتجي - أمام عذاب أمه. -- من الذي قال ذلك عن معنى السعادة؟ .. إنه هو ذلك المتوحد العائش في قبو متواضع. المنقطع عن كل طنطنة الدنيا و بريقها ليتواصل مع جوهر روحه و يطلع علينا بالأسفار. صاحب أجل أسفار زماننا و أضخمها. السفر الذي يعلمنا حب النهر و حب الطمي و حب البحر و تفهم الرمال. إنه هو .. أجاب عن سؤال يستكنه معنى السعادة في مرة نادرة من المرات التي أدلى فيها بحديث. قال: "إن السعادة هي أن أشرب كوب شاي.. مع صديق.. في لحظة رضا". .. لا بد أنني كنت أشبه حيوانا مذبوحا يروح و يجئ متخبطا بين المحلين. أو طائرا عاد فلم يجد عشه و لا وجد الشجرة التي فيها العش. أي رعب هذا؟ إنني لم أجد المكان. http://www.goodreads.com/review/show/167202190
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment