Tuesday, November 13, 2007

نعم.. و لكن.. إذن.. - تساؤلات عن المؤامرة و العلاقة مع الآخر

نعم..

نعم لن ترضى عنا اليهود و النصارى حتى نتبع ملتهم..

نعم هناك مخططات لهدم الدين..

نعم هناك مؤامرات لمحاربة الإسلام..

نعم يضمر أعداء الإسلام له أكثر مما يظهرون..


ولكن..


لماذا لم يستأصل الإسلام شأفتهم من البداية؟

لماذا لم يقتلعهم من جذورهم منذ أول بادرة؟

لماذا تعاملت دولة الإسلام مع يهود بني النضير و بني قريظة و بني قينقاع كل حدة و كل بحالته و موقفه و لم تعاملهم كيهود و فقط؟ ولم تأخذهم بجريرة أول خيانة منهم.. أليسوا كلهم يهود أعداء للإسلام؟

لماذا كان الرسول عليه الصلاة و السلام يتزاور مع اليهود و يقبل دعواتهم؟ أما كانت إحدى هذه الدعوات من امرأة يهودية و كانت الوليمة شاة مسمومة؟

لماذا ظل اليهود يعملون بالتجارة في ظل دولة الإسلام؟ هل كانوا يبيعون لأنفسهم فقط؟ لماذا لم يتم التضييق عليهم اقتصادياً؟

لماذا توفي الرسول عليه الصلاة و السلام و درعه مرهونة ليهودي؟ ألم يكن هناك مسلم و احد يمكن أن يرهن درعه عنده؟


إذن..


لم هذه الحساسية المفرطة تجاه التعامل مع النصارى؟

لماذا يأنف البعض من أن يدخل بيوتهم أو يأكل من طعامهم أو يتعامل معهم؟ أهو خير و أزكى من رسول الله عليه الصلاة و السلام؟

لماذا يتحفظ البعض من المعاملات التجارية معهم ويفضل عنها معاملة مع مسلم بجودة رديئة و خدمة متدنية؟ أهو أفضل من الرسول عليه السلام و صحابته الكرام؟ أم أننا اكتشفنا أحكاماً جديدة في المعاملات لم تطرأ عليهم في زمانهم؟

لماذا ننظر إليهم بهذه الصورة الاختزالية كأنهم وحدة عضوية واحدة في حين أن الرسول عليه الصلاة و السلام تعامل مع كل منهم حسب موقفه و لم يمنعه خيانة فريق منهم أن يعقد اتفاق مع فريق آخر؟

هل اكتشفنا من الخطط و المكائد و المؤامرات ما كان يجهله الرسول عليه الصلاة و السلام؟ أم هل قد وجدنا تفسيراً جديدا لآية "و لن ترضى عنك اليهود و النصارى" استحدثت أحكاماً جديدة؟ أم هل بمقدورنا أن نطبق الولاء و البراء بأفضل مما كان يطبقه الصحابة؟

إذا كانوا هم عندهم من العنصرية و التمييز ما يدفعهم لأن يقتصروا على التعامل فيما بينهم و لا يبيعوا عقارا أو أرضا إلا لأبناء دينهم و.. و .. ، فهل يأمرنا إسلامنا على أن نعاملهم بالمثل؟


هذه تساؤلات كثيرة ألحت علي من وحي موجة من الشحن الطائفي التي سادت قطاع من المسلمين كثقافة شعبية ربما لها أسباب اجتماعية وإن لم يكن لها تأصيل شرعي قوي أرجو ممن قرأها أن يرجع ببصره لأول الصفحة مرة أخرى و يقرأها ثانية بتريث قبل أن يضغط زر التعليق على عجل

No comments:

Post a Comment