Wednesday, December 15, 2010

ما أسهل الكلام .. ثم عند المحك .. الجبن سيد الأخلاق

ثلاثة مواقف ...

الأول منذ بضعة أشهر .. في المسجد و قد حان موعد أذان الجمعة ولم يأت الخطيب بعد.. ينتطر خادم المسجد المؤذن ثم ينظر إالى الساعة و يتشاور مع أهل المسجد أن يتصدر أحدهم ثم ينتظر ثم يتشاور ثم يخرج بفكرة ألمعية بعدما طال وقت الانتظار وجوبه بالرفض من المنتظر منهم الصعود على المنبر وذلك بأن يقوم بتشغيل الراديو لإذاعة خطبة الجمعة التي تبث على الهواء .. هنا بدأت أتدخل - و أنا الغريب عن أهل المسجد - مستنكرا تعطيل شعيرة الخطبة واستبدالها بالراديو و أن كيف لا يستطيع أحد أن يقول كلمتين من الموعظة الحسنة وينزل ثم جئتهم بكتاب رياض الصالحين من المكتبة كحل مقترح لقراءة حديث او اثنين منه ان كانت حجة الممتنعين هو عدم التحضير - فإذا بي أدفع دفعا - وانا الذي أجيد الالقاء او التحدث في ملأ من القوم - لأن أطبق الفكرة التي جئت بها .. وبعد إلحاح من خادم المسجد و امتناع من هم أهل لذلك - سواء من كبار أهل المسجد أو من شبابه وأحدهم يبدو أنه إمامهم في الصلوات العادية و منخرط في معهد دعاة - استجبت في النهاية ومرت الخطبة رغم اللعثمات و التوقفات وتلقيت الشكر الوافر من خادم المسجد على انقاذ الموقف و الذي رد على الشاب "مشروع الداعية" الذي لم يعجبه خطبة كهذه رغم رفضه القاطع التصدر وقبوله تعطيل شعيرة الخطبة بحجة عدم التحضير - مكتفيا فقط بالصوت العالي المستنكر الشاجب المدين لخطباء آخر زمن الذين لا يعتذرون عن الموعد قبل الخطبة بوقت كاف !

الثاني: في مسجد موقف سيارات الأجرة وقد قام أحدهم بعد صلاة العشاء ينشد أهل الخير مساعدة رجل سرقت نقوده، فإذا بإمام المسجد يسكته بطريقة فظة كأنه متسول دون أن يقبل إيضاحه أنه مدرس أزهري و إمام أوقاف مثله و أنه فقط يبلغ رسالة أوصاه بها الرجل المسكين الذي فقد نقوده المنتطر بجوار باب المسجد - احتدت المشادة الكلامية بعض الشئ وإذا بالمتدخلين للتهدئة يقففون جميعهم في صف صاحب الصوت العالي - امام المسجد - طالبين من الرجل الذي تعرض للظلم بلع الإهانة و الانصراف مدافعين و مبررين عن موقفه وسط ضياع صوتي محاولا صرفه عن طرد الرجل بهذا الشكل دون ان يستمع لما تأكد للناس أنه ليس نصابا.. ولكن يبدو أن الثقافة الجمعية للناس تتحرك دوما في تهدئة الضحية أو الأضعف موقفا.

الثالث: في موقف سيارات وقد قارب الميكروباص الذي أركبه على الاكتمال فإذا بسائق (سني الهيئة - ويبدو أنه "معلم" أيضا) ينخرط في مشادة قصيرة مع سائق السيارة التي أركبها تنتهي بأن يأخذ منه مفتاح سيارته عنوة بعد أن قرر عدم السماح له بالطلوع قبله (هكذا) - فإذا بالركاب بمنتهى السهولة يسكتون على واقعة ظلم أمام أعينهم و ينزلون ببساطة من سيارة السائق المسكين ليركبوا سيارة السائق السني بمنتهى السهولة اللهم إلا القليل الذي رفض في البداية ثم لم يجد بدا من النزول و نزلت في النهاية أنا و راكب آخر مبدين اعتراضنا في وجه السائق السني الذي تلقى اعتراضنا ببرود ولا مبالاة ثم انصرف الراكب الآخر و لكني كنت قد انفعلت بعض الشئ لسلبية الركاب وتخليهم عن السائق المسكين و سكوتهم امام واقعة ظلم بلامبالاة ثم لامبالاة السائق السني الذي لم يرد يستجب او يرد، فاحتديت في الكلام معه مرة أخرى في تهور وشجاعة فجائية دون تقدير لفرق الأحجام و الأجسام فما كان إلا أن تلقيت دفعة قوية في الصدر أرجعتني خطوتين أو ثلاث إلى الوراء حمدت الله أني لم أتلق معها كلمات مما كان يوجهها للسائق المسكين !

ثم بعد ذلك ننشد التغيير من شعب يتصرف بهذه الإيجابية الاستثنائية في هكذا مواقف ؟!!